اللبنانيون على حافة الفقر والعوز، وبعضهم يعضه الجوع، والأكثرية الساحقة تشد الحزام، فيما السلطة وزبانيتها تبحث في جنس الملاكة بعد أن حضرت شياطينها في تفاصيل أيامنا، وثمة بينها من يبيع ثروة البلد لترفع عنه عقوبات يستحقها، وثمة من لا يبالي بوجع الناس وكأن دماء الحياء جفت في عروقه.
وحده بائع الخيار المتجول يشعر بمعاناة اللبنانيين، لأنه ابن الجوع والفقر والذل، فكتب على كرتونة الخيار أن سعر الكيلو بـ 11950 ليرة مع كلمة "اعتذار" على السعر المرتفع، فقير يشعر مع فقير، أما أصحاب القرار والفرار لا يأبهون ولا يعتذرون.
هذا حالنا اليوم، بائع الخيار يعتذر... وسلطة فقدت الحياء!