info@zawayamedia.com
لبنان

تأليف الحكومة... بين نطنز وواشنطن!

تأليف الحكومة... بين نطنز وواشنطن!


إكتسبت زيارة رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل للبنان أهمية استثنائية، فهي، وفي حدود بعيدة، وفرت نوعا من التوازن الداخلي بين فريق رئيس الجمهورية وحلفائه من جهة، وبين القوى المعارضة لهذا الفريق من جهة ثانية، وهذا يعني ضمنا أن أحدا لا يمكن الاستفراد بالقرار الداخلي، وأن ثمة توازنات إقليمية ودولية بدأت تفرض نفسها على الساحة المحلية.


في أبعاد الزيارة، لم تعد إيران ممسكة وحدها بلبنان كورقة على مائدة التفاوض "النووي"، ولا ما يعرف بـ "محور الممانعة"، وما استجد في اليومين الماضيين، هو دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط الصراع الداخلي مباشرة، ما شكل ضمنا دعما واضحا لفرنسا وأوروبا في مساعيهما الرامية إلى تأليف الحكومة، بغض النظر عن بعض التباينات بين الموقفين الأوروبي والأميركي.


هذا التوازن سيفضي إلى تسوية، لكن في ضوء التطورات الإقليمية والدولية المرتقبة، وسيكون لبنان وحده الخاسر، كونه تحول بإرادة سياسييه إلى ساحة لتبادل الرسائل وشد حبال بين الدول المتنازعة على مصالحها، ما يعني أن أزماتنا الداخلية ستطول، ولن يكون في مقدور لبنان النهوض من عثرات المال والإقتصاد وانهيار الدولة.


في المحصلة، يبدو أن تأليف الحكومة سيظل يراوح بين نظنز الإيرانية وواشنطن، إلى أن تنضج تسوية دولية ما، لكن يكون في منأى عنها الروسي، ولا الصين الطامحة لدور أكبر في الشرق الأوسط!


أنور عقل ضو

أنور عقل ضو

رئيس التحرير