توقع بعض خبراء الصحة أن يستمر تأثير "كورونا طويل الأمد" بعد انتهاء الوباء "بنفس الطريقة التي ستستمر بها الأزمة الاقتصادية واستنزاف الموارد الصحية" حسب قولهم، وبحسب ما قالت وكالة بلومبرغ الأميركية للأنباء.
ويحاول الباحثون في مختلف أنحاء العالم إجراء دراسات مفصلة للبحث في خطورة "كورونا طويل الأمد" وأعراضه ومدى إمكانية استمراره، وسط قيام بعض الدول بفتح عدد متزايد من العيادات المتخصصة للتعامل مع المرضى الذين يعانون من تأثيرات مستمرة للفيروس.
فما هي الأعراض الشائعة التي يشكو منها أغلب مرضى "كورونا طويل الأمد"؟
أبلغ معظم المرضى عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر والاضطرابات المعرفية بما في ذلك "ضباب الدماغ" وآلام المفاصل، وتم الإبلاغ أيضا عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والرئتين والدماغ بشكل أساسي، حتى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرة.
ولا يبدو أن معظم أعراض "كورونا طويل الأمد" مهددة للحياة. لكن دراسة أجريت على 1250 مريضا بـ "كورونا" في ميشيغان، وجدت أن 6.7 بالمئة ماتوا في غضون 60 يوما من الخروج من المستشفى فيما تطلبت الحالة الصحية لـ 15.1 بالمئة منهم إعادة إدخالهم للمستشفى، مما يشير إلى أن الآثار يمكن أن تكون خطيرة بالنسبة للبعض
وقد تتفاوت المخاطر بين المرضى المقيمين في المستشفى وغير المقيمين، وتتأثر بشدة المرض والعمر والجنس والعرق والدخل والحالات الطبية الأساسية، ولم يدرس الباحثون عددا كافيا من المرضى على مدى فترة زمنية طويلة كافية لقياس مدى انتشار "كورونا طويل الأمد"، إلا أن بعض العيادات المتخصصة في مساعدة المتعافين من "كورونا" على التعامل مع مشكلات الرئة، والقلب والتعب العام، أشارت إلى انتشار كبير لتلك الحالات.
ويتوقع الكثير من الباحثين الذين تحدثت إليهم "بلومبرغ" أن تستمر أعراض "كورونا طويل الأمد" مع البعض بعد انتهاء الوباء، واستشهد الباحثون بما يحدث مع عدد من الفيروسات الأخرى، بما في ذلك نزلات البرد والإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية وداء كريات الدم البيضاء المعدية والحصبة، حيث تستمر متلازمات ما بعد الإصابة بهذه الأمراض مع العديد من الأشخاص لسنوات طويلة بعد إصابتهم بها.