بيئة

علماء أستراليون: لحماية الأسماك البحرية... علينا استهلاك قناديل البحر!

علماء أستراليون: لحماية الأسماك البحرية... علينا استهلاك قناديل البحر!

 


 


يقول العلماء في جامعة كوينزلاند بأستراليا إنه يجب علينا زيادة استهلاكنا لقنديل البحر في كافة أنحاء العالم ، من أجل حماية أنواع الأسماك المهددة بالإنقراض وحماية جهود الحفاظ على البيئة البحرية.


الأنواع المهددة



ويمثل صيد الأسماك تهديدًا مستمرًا لـ 96 بالمئة من أنواع الأسماك المهددة للإنقراض وليس ذلك فحسب، بل هو التهديد المستمر الوحيد للبعض منها، وفقًا لـ "الاتحاد الدولي لصون الطبيعة"   IUCN.


وقد وجد البحث أن 91 نوعًا من الأسماك المهددة عالميًا يتم صيدها بشكل قانوني وعلى نطاق صناعي، كما ويتم التداول التجاري بحوالي 15  بالمئة من هذه الأنواع على المستوى الدولي، وبشكل أساسي للاستهلاك في جميع أنحاء أوروبا، وهذا يشمل الأسماك مثل سمك "الحدوق" haddock و"الماكريل الأطلسي" Atlantic horse mackerel و"التونة الجاحظ"  bigeye tuna.


تقول الدكتورة كاريسا كلاين Carissa Klein، التي عملت على الدراسة: "يجب أن يكون من غير القانوني أكل شيء مهدد بالانقراض ، خاصة الأنواع المهددة بالانقراض".


تضيف ليزلي روبرسون، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه، والتي شاركت في تأليف الورقة البحثية: "لن نفكر أبدًا في تناول الغوريلا الجبلية أو الأفيال ، وكلاهما مهددان بالانقراض".


ووفقًا لفريق كوينزلاند البحثي: "إذا أردنا الاستمرار في تناول المأكولات البحرية، فإن الصيد الصناعي للأسماك يحتاج إلى اللجوء إلى مصادر أكثر استدامة، ولطالما كانت قناديل البحر عنصرًا أساسيًا في بعض المأكولات لأكثر من 1700 عام، ولكنها ليست مصدرًا رئيسيًا للبروتين في كافة أنحاء العالم حتى الآن".


الأنواع المتجددة



قالت عالمة الأحياء البحرية ليزا آن غيرشوين  Lisa-ann Gershwin لـ BBC مؤخرًا، " مع الأسماك، تصطادها وتختفي جميعًا، ولكن مع قنديل البحر فنظرًا للطريقة التي تتكاثر بها، فإن صيدها يشبه قطف التفاح أكثر من الصيد التقليدي، فكلما اصطدت منها، تتكاثر أكثر".


توضح غيرشوين بأن هذه الأنواع متجددة، مما يعني أن هناك قلقًا أقل بكثير بشأن الصيد الجائر أو استنفاد الأرصدة السمكية، كما ويعتبر قنديل البحر أيضًا صحيًا جدًا لنظام غذائي للإنسان، حيث يحتوي على سعرات حرارية تكاد تكون معدومة، ولكنه يحتوي على كمية كبيرة من البروتين بالمقابل".


ويوجد في الحصة الواحدة من قنديل البحر والتي تزن 75 جرامًا، 36 سعرة حرارية فقط - تقريبًا مثل خس آيسبرغ - ولكن ما يقرب من أربعة غرامات من البروتين وحوالي غرام من الدهون، وكميات قليلة من الكالسيوم والمغنيزيوم والفسفور، ولكنه يعتبر مصدرا جيدا لمعدن السيلينيوم الهام للعديد من الأمراض ولصحة الغدة الدرقية، والكولاجين المهم للجلد والمفاصل والكولين الذي يساهم في صحة الجهاز العصبي والعديد من الأنسجة.


كما وأن ليس له طعما معينا، وبدلاً من ذلك يمتص  قنديل البحر نكهة الصلصات والتوابل التي يتم فيها تقديمه معها.


وقالت غيرشوين: "هي مثل نوع من الإسفنج، ومقرمشة ومضغوطة نوعًا ما ، وتشعر في الفم وكأنها خليط بين الخيار والمطاط".


تضيف روبرسون أن "هناك الكثير من الأنواع الأخرى من المأكولات البحرية التي يتم الاستمتاع بها بشكل شائع، والتي لا تحتوي على الكثير من النكهة - إنها مجرد تقاليد تجعلها طعامًا شهيًا".


تقول: "الكثير من أذواقنا للمأكولات البحرية مدفوعة إلى حد كبير بالثقافة والتقاليد، والمثال الواضح هو حساء زعانف القرش، فزعانف القرش لا طعم لها أساسًا، والأمر كله يتعلق بالتوابل والصلصة ولأنها تدل على المكانة الإجتماعية ما يجعلها طعامًا شهيًا في الصين ".


وقنديل البحر "المدفع" Cannonball واسمه العلمي Stomolophus meleagrisوقنديل البحر "الأزرق" blue blubber واسمه العلمي Catostylus mosaicus، هما نوعان من الأنواع العديدة الصالحة للأكل من قنديل البحر، ويتواجد قنديل البحر الأزرق بكثرة في المياه الأسترالية، وغالبًا ما يظهر في أسراب على طول الساحل الشرقي لأستراليا.


 


 


 


 


 


كما ويُعد قنديل البحر المدفع الملقب بـ "كرة الجيلي" jellyball، أحد أكثر الصادرات قيمة في ولاية جورجيا الأميركية، تنتهي معظم صادرات جورجيا من قناديل البحر في اليابان والصين وتايلاند.


وهناك حوالي 11 نوعا من قناديل البحر التي يمكن استهلاكها كغذاء، حيث تتم معالجتها بخليط من الملح والشّبة Alum  فور صيدها حيث تعمل الشّبة كمعقم، ويتم تجفيفها، ومعالجتها بطريقة صحية لاستخدامها في الأطباق المختلفة كسلطات أو أطباق رئيسية، وفي العديد من البلدان الآسيوية، يرتبط تناول قنديل البحر بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، بما في ذلك المساعدة في علاج ارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل وآلام العظام والقرحة ومشاكل الجهاز الهضمي.


 


وبينما نتحرك نحو مصادر غذاء أكثر استدامة، هل يمكننا قريبًا رؤية المزيد من قناديل البحر ضمن أطباقنا في حوض البحر المتوسط وأوروبا؟


بتصرف عن  euronews


photocredits:euronews


 

علماء أستراليون: لحماية الأسماك البحرية... علينا استهلاك قناديل البحر! 1 علماء أستراليون: لحماية الأسماك البحرية... علينا استهلاك قناديل البحر! 1
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: