لا نعلم إلى الآن كيف يصرف العهد القوي شعار "القوة"؟ في أية بورصة؟ وهل التعطيل سمة مرتبطة بمفهوم "القوة"، فيما بورصة العهد تتراجع محليا وإقليميا ودوليا؟
أسئلة أقرب ما تكون إلى أحجيات وطلاسم، لا يفك سرها أحد، وتؤرق حتى الطاعنين في السياسة ممن أمضوا عقودا في دهاليزها ومساربها وخفاياها، فما الذي يجنيه العهد وفريقه من تعطيل مصلحة البلد والناس؟ ولماذا يبقى تشكيل الحكومة عالقا عند شروط رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل؟
ثمة من يقول إن كل الفرص ضاعت حتى الآن، وهذا ما خلص إليه كل من الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي ووزير الخارجية المصرية سامح شكري، في تقييم حصيلة لقاءاتهما مع المسؤولين اللبنانيين، واكتشافهما وجود هوة عميقة بين الرئيس عون والرئيس المكلف سعد الحريري، ما جعل المسعى العربي يواجه حائطاً مسدوداً، لا يمكن حياله توقع المسار الذي ستسلكه الأحداث على صعيد عملية التأليف في المرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق، ترى صحيفة "اللواء" أن "مجريات الوضع الحكومي، تشير إلى أن معالم مرحلة صعبة للغاية ترتسم في الأفق، في ضوء التوجه الفرنسي والأوروبي إلى رفع مستوى الضغوطات على لبنان، وصولاً إلى فرض عقوبات على عدد من المسؤولين، قيل إنه يجري درسها، قبل الموافقة عليها، وستكون متدرجة وعلى مستويات عدة، في حين بدا الجانب العربي، بعد تعثر مهمة شكري وزكي، مقتنعاً باستحالة إقناع المسؤولين اللبنانيين بالتنازل من أجل مصلحة الوطن، وتشكيل حكومة جديدة تنقذ لبنان من الانهيار".
وذلك يعني، عودة الملف الحكومي إلى الصفر، في قت اتسم فيه موقف العهد من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالكثير من الغموض، في ظل استمرار تمسكه بشروطه وفي مقدمها الحصول على الثلث المعطل، وحيال ذلك يبدو أن بورصة العهد لا تني تسجل تراجعا يشي من الآن بالانهيار الشامل!
