أشارت جينيفر (جين) ساكي Jennifer Psaki المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض إلى أن الصين تجهد لتوسيع وجودها ونفوذها في الشرق الأوسط، وقد باتت قولاً وفعلاً الشريك التجاري الأول للعديد من دول المنطقة، وبات من الصعب أن تكون هناك عقوبات جديدة يمكن تطبيقها عقب اتفاقية الشراكة بينها وبين ايران".
ويرى خبراء أن قرار إيران الاعتماد على الصين يتعاظم يوماً بعد يوم لأن بكين تكون قد منحت طهران شرياناً حيوياً اقتصادياً وسط العقوبات الأميركية عليها، وبات من شبه المؤكد أن تؤدي تلك السياسة إلى تعميق نفوذ الصين في الشرق الأوسط وفي المقابل بات من السهل تقويض الجهود الاميركية الهادفة إلى ابقاء إيران معزولة جراء النزاع الذي لم يلقَ طريقه إلى الحل والمتعلق ببرنامج طهران النووي.
ويُدخل الاتفاق إيران في مبادرة الحزام والطريق الصينية المتجسد في مشروع صيني عملاق يغطي 66 دولة في ثلاث قارات وهي آسيا وأوروبا وأفريقيا ويسعى إلى تسريع وصول المنتجات الصينية إلى الأسواق العالمية لتلك البلدان.
وفي 27 آذار (مارس) 2021 علقت صحيفة نيويورك تايمز على الاتفاقية قائلةً بأنها ستقدم للصين تأثيراً عميقاً في الشرق الاوسط وستؤثر في المقابل على الخطط الأمريكية لعزل إيران وتضيف الصحيفة بأن الاتفاقية التي وقعت في مقر الخارجية الايرانية كانت نتاجاً لزيارة وزير الخارجية الصينية لطهران وهو الذي صرح قائلاً بأن على الولايات المتحدة واجب الغاء العقوبات على إيران.
وقد نصت مسودة الاتفاقية على استثمار 400 مليار دولار في عدد من المجالات بما فيها القطاع المصرفي والاتصالات والرياضة والسكك الحديدية والصحة وتكنولوجيا المعلومات وعلى مدى يصل إلى 25 عاماً، وفي المقابل ستحصل الصين على نفط بشكل منتظم وبأسعار مخفضة، وشملت المسودة دعوة للتعاون العسكري بما في ذلك التدريب والمناورات العسكرية المشتركة وتطوير الأسلحة والتشارك في المعلومات الأمنية.
توازيا ترى الأوساط العسكرية الاسرائيلية أن الصين حددت لنفسها خياراً تتحدى بموجبه كل تواجد أميركي في العالم، بدءاً في ميناء عسكري في جيبوتي شرق افريقيا بحجة وجود قاعدة لوجستية للقوات التي تقاتل القراصنة الصوماليين، مروراً بحضور صيني عند مدخل الخليج العربي، ما يعني أن واشنطن لن تكون القوة المهيمنة الوحيدة بعد اليوم على مضيق هرمز الذي يتضمن ممرات الشحن المجاني.
وفي السياق عينه رأى معلقون اسرائيليون بأن الاتفاقية ستمنح إيران طوق نجاة لاقتصادها المنهار وامكانية الالتفاف على العقوبات الأميركية وحذروا بالقول من ان الاتفاقية التي تعمق التعاون العسكري بين الطرفين ستؤدي إلى حلول موطئ قدم صينية في منطقة ذات أهمية استراتيجية عليا للولايات المتحدة الاميركية، وبالتالي ستكسب بكين وجوداً استراتيجياً في المنطقة في حين أن واشنطن ستتلقى ضربة معنوية قاسية لمكانتها في المنطقة عينها ما سيؤدي إلى تفاقم التوتر بين أميركا والصين.