لبنان

فخامة الجنرال... والمجد الضائع بين تشرينين!

فخامة الجنرال... والمجد الضائع بين تشرينين!


أنا فخامة المواطن.. أنا المواطن المهان..


اسمي: بات رقماً على سلّة غذاء مدعومة، أو ضمن لائحة العائلات الأشد فقراً في أحد الأوطان الأكثر بؤساً..


عمري: خيباتٌ متتالية، لك منها حصةُ كبيرة حرباً، فلا داعي لتذكيرنا بك جنرالاً، ولك منها حصةٌ تكاد توازيها في "جهنم فخامتك"...


السيد الجنرال الرئيس، لم يعد في الوقت متسعٌ للإحباطات والألاعيب والمواربات، ولا لمحاولات استعادة مجدٍ ضاع ذات تشرين، ووطنٍ دُفن مستقبل ناسه ذات تشرين أيضاً، ولك في ذاكرة التشرينين مملكةُ خيبات.


لم يعد في الوقت متسعٌ للانتشاء بصدى شعار "يا شعب لبنان العظيم" الذي صدحت به حنجرتك يوماً، بل لم يعد في مقدور هذه الحنجرة ذاتها إطلاق الشعار نفسه، وإن فعلت خرج حشرجة حلمٍ شاخ قائله، وسئم منه سامعوه وأُحبطوا..


ليتك تتصالح مع نفسك، وتشفى من عنجهيةٍ وانفصامٍ بين موقعين وشخصين وزمنين..


ليتك تكفّ عن غسل يديك من آثامك فلا تدّعي أنك ملاكٌ جاء ليخلّصنا من شياطين، لم تكن لنكون حيث أنت لولاهم، ونصبح شريكهم و"فخامتهم" الذي تنكّر للحرية والسيادة والاستقلال مسلّماً البلد لمحور الممانعة، وتناسى أن لا شرعية لأيّ سلاحٍ خارج المؤسسات الشرعية؛ وجعَل إبراءً مستحيلاً ممكناً؛ وقارَع أمراء الطوائف تعصباً، مطلقاً العنان لمن لم ينفضّوا أو يُبعَدوا عنه، لكي ينبشوا القبور ويحييوا الأحقاد ويكرّسوا الخطاب الطائفي وحقوق الطوائف منطلقاً لأيّ مناقشة أو مناتشة..


لم يعد في الوقت متسعٌ لإطلالاتٍ تلفزيونية فارغة، ومراسيل وحمامات زاجلة، ولا لمحاولات تلميع ما بقي من هيبةٍ ومصداقية لك ولتاريخك ولعهدك من خلال تحميل "الآخرين" وموظّفٍ برتبة حاكم مصرف مسؤولية انهيار سلطةٍ أنت رأسها..


ليتك فقط تسمع وتبصر وتعي ما جنته تسوياتك وتحالفاتك وتوريثاتك، وعنادك وعمادك وفخامتك.


لم يعد في الوقت متسعٌ لرجلٍ بلغ سنّ الحكمة عمراً، ولا تزال تغلب على مواقفه وقراراته روح المغامرات الخاسرة والمكلفة..


لم يعد في الوقت متسعٌ لوطنٍ انحدر بأسرع من الصوت نحو الموت، تعطيلاً وفراغاً رئاسياً وتفجيراً وتأخيراً لتشكيل حكومةٍ تنقذه من المصير المحتوم..


*الأفكار الواردة في هذا النص تعبّر عن رأي كاتبها ولا تمثّل بالضرورة موقع "زوايا ميديا".

بسام سامي ضو

بسام سامي ضو

كاتب وصحافي لبناني مقيم في دبي