ما عاد رئيس النظام السوري بشار الأسد يملك قراره، وهو في الأساس لا يملك في دولة الحزب الواحد قرارا باستثناء تأبيد رئاسته وقمع شعبه، فأي ديكتاتور يستقوي دائما بالخارج بمواجهة شعبه، وهذا ما بدا فاقعا بعد العام 2011 ليكرس الأسد الابن حضوره في المشهد السوري الدامي، وفي نظام نخره الفساد أكثر من أي نكسة مضت.
ربما ثمة من يسأل ما دخلنا نحن اللبنانيين بـ "المشهد الديموقراطي" في سوريا؟ الجواب بسيط جدا، ولا يحتاج إلى عصف ذهني كي يدرك البعيد والقريب أن حكم البعث في سوريا دمر البلدين (سوريا ولبنان)، لا بل وأضعف مكامن القوة على مستوى الأمة، ودائما تحت مسميات واهية: قلعة الصمود والتصدي، البعث نور لمن اهتدى ونار لمن اعتدى وقائدنا إلى الأبد، والأخيرة تمثل "قيمة ديموقراطية" لا يُشق لها غبار!
والسؤال اليوم، هل تجرى "الانتخابات الرئاسية" في سوريا؟
من مفارقات الصدف أن الأمر اليوم يعود إلى القيصر الروسي الذي بارك بطريرك موسكو بالزيت المقدس طائراته التي فتكت بأطفال سوريا، وحدها روسيا ممسكة بمصير العائلة الأسدية من بشار إلى ماهر والسيدة الأولى أسماء الأخرس.
فهل تجدد روسيا لبشار الأسد؟ وهل تلقن شعوب العالم دروسا في الديموقراطية "البوتينية"؟
لننتظرْ ونرَ!