رأى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في حديث صحافي أن أهمية التأثيرات الجيوسياسية، أسباب المأزق الحكومي الحالي هي خارجية وداخلية.
فقد أجاب جنبلاط لمحرر مقال في صحيفة "لوربان لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية أن "الإثنين موجودان فالمعوقات الداخلية موجودة، وهناك نفور من جبران باسيل تجاه الحريري، بعد صداقتهما التي استمرّت ثلاث سنوات، عندما كانا معًا في الحكومة ما قبل الأخيرة. لماذا اختلفا؟ بحال تمكنا من التوصّل إلى توافق، فسنكون حينها قد قطعنا منتصف الطريق، وهذا بالفعل هو الاستنتاج الذي توصل إليه (مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى) باتريك دوريل، الذي تحدث عن الحاجة إلى إيجاد أرضية مشتركة بين الحريري وباسيل. ومن المفارقة أنني سألت عون خلال اللقاء إذا كان بإمكانه فعل أي شيء للتوفيق بينهما، فأجاب: لا أعرف لماذا تشاجرا وعلى ماذا".
فقد أشار جنبلاط إلى أن "هناك أشخاصًا يحيطون بالرئيس ميشال عون لا يريدون سعد الحريري رئيساً للحكومة"، كما وأوضح جنبلاط ما دار في لقائه الأخير مع عون بناءً على طلب الأخير في 20 آذار (مارس) الجاري في بعبدا، وحول ولادة الطرح الأخير القاضي بتشكيل الحكومة من 24 وزيرا وفرص نجاحه. ورأى جنبلاط أن "هناك سببين يرتبطان بالمأزق الحالي، ويتمثلان بضعف العلاقات غير الجيدة بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بالإضافة إلى الإرادة الإيرانية بعدم تخفيف القبضة حول لبنان"، واصفا استقبال عون له باللطيف
وقد أبلغ جنبلاط عون أنه قدم من تلقاء نفسه وليس وسيطاً، وأن الرئيس الحريري متمسّك بصيغة حكومية مؤلّفة من 18 وزيرًا، مذكّرا أن الحريري هو ممثل السُنّة"، وأشار إلى أن "عون أبلغه أنه يفضل تشكيل حكومة من 20 وزيرًا"، وتابع جنبلاط: "عندها عرضت عليه صيغة الحكومة المكوّنة من 24 وزيرًا، بحيث يكون لكل تحالف ثمانية وزراء حتى لا يكون لأي جهة ثلث معطل. وأجابني أنه لن يكون هناك ثلثاً معطلاً، فقلت له أنني لستُ موفدًا من الحريري لكنني سأوفد إليه الوزيرين السابقين غازي العريضي ووائل أبو فاعور لإبلاغه الإجابة. وهذا ما قمت به".
وفي معرض حديثه للصحيفة، قال جنبلاط أن "الحريري لم يكن سعيدًا في البداية واعتقد أنني اضطلعت بهذه المهمة من جانب واحد، ثم أشار إلى أن صيغة الـ 24 وزيرًا هي فكرة حزب الله. فأبلغناه أن هذه الصيغة تناسب الجميع ولن يكون هناك ثلثا معطلا. ثم هدأ وطلب عدم الكشف عما حصل، فردّ العريضي وأبو فاعور بأن هذا غير ممكن ويجب إبلاغ صديقنا نبيه بري، وهذا ما نقوم به دائمًا حتى لا يحصل أي تقصير ومن أجل تأكيد التنسيق بين الأقطاب الثلاثة الرئيسية، وهذا ما حدث"، وفقًا لجنبلاط.