info@zawayamedia.com
لبنان

باريس تكثــّف جهودها... التعطيل أو العقوبات!

باريس تكثــّف جهودها... التعطيل أو العقوبات!

تستمر العقبات أمام تشكيل الحكومة العتيدة، ومعها التحرك الديبلوماسي اللافت الذي تشهده العاصمة بيروت، والعقيم أيضا، إذ لم يفض حتى الآن إلى نتائج حاسمة، فحوالي سبعة أشهر مرت، وعقبات مستجدة توضع أمام تشكيل الحكومة، والإنذارات تتوالى، خصوصا إنذار وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، الواضح والصريح، مطالبا كبار المسؤولين في لبنان بوقف التعطيل، ووفقا لما كشفته لـ "السياسة" الكويتية، عن مصادر دبلوماسية، أن ثمة مرحلة تعاطٍ جديدة من جانب المجتمع الدولي مع القيادات السياسية اللبنانية العاجزة عن التوافق بشأن الحكومة العتيدة، وشددت المصادر على أن "سلاح العقوبات قد وضع على الطاولة جدياً هذه المرة، بعدما عيل صبر الفرنسيين والأوروبيين أمام عناد الطبقة الحاكمة الغارقة في الفساد والإفساد".


وتزامنت مواقف لودريان مع جولات عدد من السفراء العرب والأجانب ومنهم السفيرة الفرنسية آن غاربو بين الأفرقاء، أظهرت مدى تعنت أركان هذه المنظومة الحاكمة الذين لا يريدون التنازل عن أي من مصالحهم، ولو انهار البلد وجاع الشعب وافتقر، فلا حلحلة تذكر على صعيد تشكيل الحكومة، لأسباب منها شروط سابقة، وشروط آنية وردود فعل على كل اقتراح، ومن جميع الأطراف، كل هذا مع توقعات وتحذيرات دبلوماسيين، من تداعيات هذا على الاستقرار والأمن الداخلي، نتيجة حالة الفلتان السائد من جهة، والأزمة الإقتصادية من جهة أخرى، والكوارث والتداعيات الآنية التي تظهر داخل لبنان ومحيطه الإقليمي وتردداتها على الداخل اللبناني، إن كان لجهة إنفجار المرفأ والحريق داخله وارتدادات ذلك على الواقع الإقتصادي المتأزم وانهيار العملة الوطنية التي فقدت حتى الآن 90 بالمئة من قيمتها، أو عدوى كورونا التي تستفحل يوميا في البلاد، أو الوضع السوري وغيره وصولا إلى اليمن، أو بكل بساطة، أن ما يحدث إقليميا وعالميا، يتأثر به البلد الصغير ولدرجات متفاوتة.


وكشفت المصادر إياها أن "باريس وصلت إلى قناعة بأنه لا بد من رفع وتيرة الضغوطات على المسؤولين اللبنانيين، بحيث إن خيار العقوبات، بات متداولاً بقوة في الأروقة الفرنسية والأوروبية، كأداة لوضع هؤلاء المسؤولين أمام واجباتهم، دفعاً من أجل التحرك والقيام بالخطوات المطلوبة، لإنقاذ الوضع المهترئ وبما يفسح في المجال أمام ولادة الحكومة"، مشيرة إلى اتصالات أميركية فرنسية عربية لبلورة تصور مشترك بشأن ما يمكن القيام به لمساعدة الشعب اللبناني للخروج من أزمته، وزيادة الضغوطات على الطبقة الحاكمة.


من جهة ثانية، فقد صعّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من الضغط على القادة اللبنانيين لتشكيل حكومة، وحثهم في مكالمات هاتفية شخصية على الوقف الفوري لما أسماه "عرقلة متعمدة" تدفع بالبلاد نحو الانهيار،  وقد اتصل بالرئيس اللبناني ميشال عون، وبرئيس الوزراء بالتكليف سعد الحريري ، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، اللذان أعربا عن أسفهما للأزمة السياسية المستمرة والتي تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، كما كثف الوزير الفرنسي اتصالاته مع نظرائه الأوروبيين للدفع بالإتجاه للضغط على المسؤولين اللبنانيين للهدف نفسه.

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: