في دولة الفساد والمحسوبيات كل الأمور واردة، فلا من يسأل أو يحاسب، فقط صياح وعويل من سائر القوى السياسية، وكأن ليس ثمة مسؤول يفترض أن يكون موضع شبهة، أو جهة معينة وزراة أو دائرة حكومية أو مؤسسة رسمية!
ما كشفته معلومات لقناة NBN عن إطفاء معمل الزهراني الكهربائي بالكامل بسبب نفاد المازوت، يرقى إلى فضيحة، أما من المسؤول فلا أحد، ثمة فساد ينمو ويتطور في جينات الفساد الطائفية، وثمة من يدّعي القوة في دولة الكوارث والانهيارات!
أما المشكلة، وبحسب ما أشارت المعلومات، فمرده إلى أن باخرة الفيول موجودة ولكنها لم تزوّد معمل الزهراني بسبب خلاف على اختبار المواصفات بين مؤسسة كهرباء لبنان ومديرية النفط، وأصبح المعمل خارج الخدمة بالكامل.
من جهتها، أفادت معلومات الجديد ان شركة كهرباء لبنان طلبت من منشآت الزهراني تزويدها بثلاثة الاف طن من المازوت لتجنب توقف معمل الزهراني.
توازيا، قالت صحيفة "الأخبار": "أُطفئت محرّكات معمل الزهراني الحراري، ليل أمس، بسبب نفاد مادة الفيول. وقال مصدر في إدارة المعمل لـ (الأخبار) إن باخرة محمّلة بالفيول لصالح المعمل تأخّرت في الوصول بسبب إقفال حركة الملاحة في قناة السويس".
واللافت للإنتباه - بحسب وكالة الأنباء المركزية - أن إدارة المعمل طلبت من إدارة منشآت النفط في الزهراني، الملاصقة للمعمل، تزويدها بالفيول على سبيل الإعارة لتشغيل محرّكاته لتوليد الطاقة الكهربائية. لكن الطلب قوبل بالرفض لأسباب متضاربة، بعضها للخلاف على مواصفات الفيول وبعضها الآخر لمحدودية الكمّيات لدى المنشآت.
