رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده أنه "من المعيب في بلد أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي، كل واحد فيه يريد حصة قبيلته ومصلحتها قبل مصلحة البلد والمجتمع، حتى ولو كان هذا على حساب تجويع الملايين من الناس وإيقاف عمل مئات المؤسسات، وإفلاس عشرات القطاعات، في أي عصر نعيش"، لافتا إلى أنه "علينا كسر الطوق الطائفي والمذهبي إن كنا نريد الخلاص"، معتبرا أن "منطق الاستقواء مرفوض كائنا من كان من يقوم به"، وقال: "كفى تقديم المصالح الخاصة على مصلحة الشعب، لا يجوز أن يتفرد أحد في لبنان بمصير البلد وناسه، كائنا من كان".
كلام المطران الياس عوده جاء في عظة ألقاها في قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، جاء فيها: "في الماضي القريب أتحفونا بالديموقراطية التوافقية. لم يجوز التوافق في أزمنة ولا يجوز في أخرى؟ لغة التحدي والتهويل مرفوضة في وقت مطلوب فيه التنازل عن المصالح، والاتفاق بين المسؤولين، والالتفاف حول فكرة الوطن الواحد الحر والمستقل، للخروج من الأزمة. الاستقواء لا يدوم. الوطن هو الثابت. لذا مطلوب الكف عن الكلام والتراجع عن المحاصصة وتقاسم السلطة وتشكيل حكومة تنكب على العمل ليل نهار، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب والخارج، عوض نعي ما وصلنا إليه. ولنبعد لبنان عن صراعات المنطقة في هذا الظرف الصعب، كي لا ندفع ثمن صراعات الآخرين".
وأضاف عوده: "لبنان هو وطننا، واستقلاله وحريته واستقراره وإبعاده عن كل ما يجري خارج حدوده يعود بالمنفعة على الجميع. المطلوب تفاهم وتعاون لا تصفية حسابات يدفع المواطن وحده ثمنها من أمنه واستقراره ولقمة عيشه ومستقبل أولاده. نخاطب ضمائركم مرة جديدة: ضعوا انتماءاتكم وطموحاتكم ومكاسبكم جانبا وشكلوا حكومة تجري الإصلاحات الضرورية، وتعمل على إنقاذ ما تبقى من لبنان. يبدو أن اهتمام العالم بلبنان أكبر من اهتمام المسؤولين به. أي صورة عن لبنان نعطي للعالم؟ كلنا عاينا ما أوصلتنا إليه السياسة والسياسيون. لنترك الخبراء وأصحاب الإختصاص يعالجون ما أفسده السياسيون بأنانياتهم ومحاصصاتهم، لأن مصلحة لبنان قبل مصلحة الحكام، المرجو منهم تنازلات على قدر عظم المأساة".