info@zawayamedia.com
لبنان

حكومة من ورق!

حكومة من ورق!



يصعد الحريري إلى قصر بعبدا.. يهبط الدولار..


تهبط معنويات الحريري مغادراً قصر بعبدا.. يصعد الدولار..


من يتحكّم بلعبة صعود وهبوط الدولار؟ يُقال الصرّافون، ومنصات التصريف غير الشرعية، ويُقال مؤامرة خارجية..


من يتحكّم بلعبة صعود الحريري إلى قصر بعبدا ومغادرته "مغلّف لقدّام مغلّف لورا"؟ يُقال زعماء الطوائف ومنصات النفوذ غير الشرعي- مناطقياً وعسكرياً- المدارة خارجياً..


ما لنا وللإشاعات وما يُقال، المهمّ هو "المغلّف" الذي بات نجماً منذ 100 يوم (حين كُلّف الحريري تشكيل الحكومة المستحيلة) وتكرّرت إطلالاته (المغلّف) علينا 18 مرة، حتى الآن، حبسنا خلالها الأنفاس حتى كدنا ننفجر.. وسننفجر..


مغلّف أبيض، رقيق، صامت، لكنّه يحمل في طياته مصير وطن، أو على الأقل "مكابح" يُفترض أن تساهم في وقف الانحدار نحو "فخامة الجهنّم" الموعودة..


مغلّف يتنقّل من يدِ رئيس حكومة مكلّف يصرّ على أنّه لن يتعب ولن يعتذر، إلى يد رئيس جمهورية يفاخر بأنّ العالم نجح في سحق بلده و"شعبه العظيم"، لكنّه لم ينجح في أخذ توقيعه (على ماذا؟ لا ندري).


يحمل كلٌّ من الرجلين مقصّه المشحوذ عنفواناً طائفياً، ويباشر قصقصة الأسماء المفترض أنها ستكون لمجموعة "رجال خارقين" سينقذون لبنان ويرفعونه من "القُمّة" إلى "القِمّة"!


يصرّ الأوّل على حكومة اختصاصيين من 18 وزيراً بلا ثلثٍ معطّل، ويصغي الثاني لإصبع مَنْ "نصح" بتشكيل حكومة تكنوقراط، ويصرّ على 20 وزيراً أو أكثر وعلى "الثلث الضامن" للتعطيل..


يختلف الرجلان شكلاً، لكنهما يتوافقان على أن تكون لهؤلاء الوزراء "الاختصاصيين المفترضين" مرجعيةٌ مذهبية تقوم بتسميتهم! يا للإبداع!


يشتغل المقصّ على "الشكل المذهبي" للوزير، ليقوم "المرجع الصالح" لاحقاً بنفخ الروح في هذا "الوزير الشكل" ويمنحه اسماً، بعد منحه البرَكة وانتزاع ولائه له، مشاركةً في الحكومة وتأييداً لمقرراتها، أو رفضاً لها واعتكافاً واستقالة.. مرحبا اختصاصيين!


هذا يقصّ من هنا، وذاك يقصّ من هناك، ويبارز وأحدهما الآخر في معركةٍ بين "العناد والعماد"، ويصارعان طواحين الهواء، فيما الجوع يطحن مئات الآلاف الذي يكادون يعجزون عن تأمين حتى الهواء ليتنفسوه، بعدما حُرموا خيراتهم وأرزاقهم وأبسط حقوقهم في حياةٍ طبيعية بسيطة مستقرّة، وصاروا أذلاء يشحذون الرغيف والحليب والزيت والبنزين.. والكرامة!


أسماء طالعة.. أسماء نازلة.. دولار طالع.. وطالع.. ومعه روح البلد.. وأرواح مئات اللبنانيين الذين لا يزال قاتلهم مجهولاً، بتفجير مرفأ بيروت، وأرواح اللبنانيين الذين لا يزال سارقوهم معروفين أحراراً طلقاء ينعمون بحياتهم من أموال الناس المنهوبة والمهرّبة ببركة صاحب شعار "الليرة بألف خير".


"قصقصوا ورق ساووهم وزراء" لحكومةٍ من ورق، تدير مآسي شعبٍ باتت عملته الوطنية مجرّد ورقة لا قيمة لها، وصارت حياته ورقة في مهبّ ريح الصراعات..


بسام سامي ضو

بسام سامي ضو

كاتب وصحافي لبناني مقيم في دبي