أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده إلى أن "وضعنا لا يحسدنا عليه أحد"، قائلا: "الليرة في أدنى المستويات ووزير المال غائب، وزير الطاقة بشرنا بالعتمة، وزير الداخلية أعلن أن البلد مكشوف أمنيا، رئيس الحكومة المستقيل هدد بالاعتكاف"، وتسائل: "ترى من يتحمل مسؤولية البلد؟"، مضيفا "بلبلة وضياع وتدهور جنوني مخيف، أخشى أن ينتهي بارتطام مميت، إلا إذا صحت الضمائر وتم تأليف حكومة تتولى زمام الأمور".
وأكد عوده "لمن يعنيهم الأمر أن المواطن غير مهتم بعدد الوزراء، وبالثلث المعطل، وبحصص الزعماء"، لافتا إلى أن "المواطن لا يريد إلا العيش بكرامة وسلام في وطن حر سيد مستقل، تسوده العدالة ويحكمه القانون، لذا نسأل المعنيين بتأليف الحكومة عدم فض اجتماعهم يوم الإثنين قبل الوصول إلى حل".
كلام عوده جاء في قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، وقال في عظة بعد الإنجيل المقدس: "مع بداية فصل الربيع اليوم، نحزن لأن وطننا ييبس ويذبل. أرزة الشرق نخرتها سوسة الفساد فبدأت تهوي، لكن الله قادر أن ينبت من الجذع اليابس أرزة جديدة خضراء لا تذوي".
وتابع: "الأمل ضئيل، لكنه موجود. نأسف لما نراه ونسمعه عن تصرفات مسؤولينا، الذين يغامرون بحياة شعب أمنهم على إدارته والسير به نحو الأفق المشرق، لكنهم أحدروه نحو الظلمة وظلال الموت. يتقاذفون كرة المسؤولية والشعب يئن جوعا ومرضا وتشردا وبطالة. يتلهون بمصير البلد وأهله، لا مبالين بالوقت المهدور، فيما الشعب يعد الثواني حتى مجيء ساعة رحيلهم جميعا لينعم بالراحة. يا من تتلهون بدموع الأمهات، وأنين المرضى، وصرخات اليتامى... إن الله يعطيكم فرصة للتوبة والعودة إليه وتقويم مسيرتكم فكفوا عن التنكيل بإخوته الصغار. تذكروا قول الرب لقايين الذي قتل أخاه حسدا: قايين، قايين، إن صوت أخيك يصرخ إلـي من الأرض".