عقب وصوله إلى لبنان، وقبيل انتقاله من المطار منطقة المرفأ، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلا: "اتيت اليوم الى بيروت بصورة طارئة حاملا رسالة تضامن وشهادة دعم وصداقة أخوي للبنان ولشعبه بعد الانفجار الذي حصل في الرابع من آب (أغسطس) الفائت في مرفأ بيروت، والذي اصاب الشعب اللبناني بأسره. ولا بد من التأكيد ان هذا التضامن هو، قبل كل شيء، امر بديهي، لان هذا هو لبنان وهذه هي فرنسا، ومن واجبي التواجد هنا لاشهد لهذه الصداقة وهذه الاخوة من قبل شعبنا تجاه الشعب اللبناني. وقد اتيت تاليا لأصغي واطلع، واقوم بتنظيم المساعدات الاولية والدعم الى الشعب اللبناني. لقد بدأنا ذلك للتو مع وصول طائرتين عسكريتين وأخرى مدنية بالامس محملة بالادوية ومواد غذائية طارئة، إضافة الى فرق عناية متخصصة بدأت عملها على الفور. وبعد ساعات قليلة، ستصل طائرة أخرى تحمل طواقم للكشف على ميدان الانفجار وتقديم الدعم اللوجستي، اضافة الى فرق من الشرطة، كما سنقوم بتنسيق مساعدات إضافية في الأيام المقبلة". اضاف: "على الصعيد الفرنسي، نرغب بتنظيم المساعدات الى لبنان على الصعيد الأوروبي وبشكل أوسع على الصعيد الدولي، وسنتخذ مبادرات شتى في هذا الإطار على ضوء المحادثات التي سأجريها، وبعد الاطلاع على حاجات السلطات اللبنانية والفرق الموجودة على الأرض. وسأنتقل الآن للاطلاع على الواقع في المرفأ وتبادل الآراء مع فرق الإغاثة والمؤسسات غير الحكومية التي باشرت بعملها بشكل طارئ". وتابع: "اما الهدف الثالث من زيارتي فهو لقاء مختلف اركان السلطات السياسية، وسألتقي في قصر بعبدا فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس النيابي. كما سألتقي مختلف القوى السياسية لاجراء حوار حقيقي، لأنه اضافة الى الانفجار الذي حصل فإننا نعرف ان هناك ازمة كبيرة تقتضي مسؤولية تاريخية من قبل المسؤولين اللبنانيين، وهي ازمة سياسية واقتصادية ومعنوية ومالية ضحيتها الاولى الشعب اللبناني، تفرض ايجاد حلول على وجه السرعة. وبالنسبة الي فإن هذه الزيارة مناسبة لاجراء حوار صادق هو من قبيل الالزام تجاه القوى السياسية والمؤسسات اللبنانية. ولا اعتقد انه يمكن اليوم التغاضي عن مثل هذا الحوار، والساعات المقبلة ستكون في غاية الاهمية بالنسبة الي". وختم: "وددت أخيرا لقاء المجتمع المدني من كتاب ومفكرين ورجال اقتصاد وصحافيين للحصول على صورة أخرى وصوت آخر حول لبنان المعاصر وأزمته، ولتبادل وجهات النظر في شأن مقترحاتهم للحل ورؤيتهم لتحديات اللحظة الراهنة". وردا على سؤال، أوضح ماكرون ان "الأولوية الآن تكمن في دعم الشعب اللبناني من دون أي شرط. وهذا هو أساس الالتزام الذي تأخذه فرنسا على عاتقها منذ أشهر، لا بل منذ سنوات، لا سيما لجهة دعم الإصلاحات في عدد من القطاعات ومنها الطاقة والأسواق المالية ومكافحة الفساد... إذا لم تحصل هذه الإجراءات سيواصل لبنان انحداره. هذا حوار آخر يجب ان يحصل وأتمنى ان اقوم به اليوم أيضا". وردا على سؤال آخر، قال: "سأنتقل لاحقا الى مقر السفارة الفرنسية، واعلم ان لدينا عددا من الضحايا الفرنسيين ومن بينهم مهندس فرنسي كانت له اسهامات جلى في توطيد الصداقة بين بلدينا. كما ولدينا عدد من المفقودين. وهناك عائلات فرنسية تعيش الحزن والحداد اليوم نتيجة هذا الانفجار. ونحن نعاني من قلق نتيجة عدد الجرحى الفرنسيين الذين اصيبوا، وسيلتقي وزير الخارجية وهو من عداد الوفد المرافق، المستشارين القنصليين، وآمل في الساعات القليلة المقبلة مواصلة وصول فرق الدعم اللازمة. وأود ان أؤكد من هنا، دعم الامة الفرنسية الكامل لمواطنينا وذويهم من الذين فقدوا قريبا او لديهم جرحى بين انسبائهم. ان فرنسا ستكون هنا لتقديم كل الدعم والعون اللازم لهم والبقاء الى جانبهم ماديا من خلال تسهيل اجلائهم، ومعنويا ايضا لأن هناك الكثير من الألم النفسي نتيجة ما جرى". وسئل عما إذا كانت المساعدات ستذهب الى المؤسسات ام الى السياسيين، فأجاب: "سنقوم بتنظيم الامر، بحيث تأتي المساعدات الى حيث يجب على الأرض. لذلك سألتقي فرق الاغاثة والمنظمات غير الحكومية، وأتمنى ان نتمكن مع الأمم المتحدة من ان يكون لدينا تنظيما للمساعدات على الأرض بشكل تصل فيه الى اللبنانيين المتضررين، أي الى الشعب اللبناني، وهذا ما نحتاج الى القيام به حاليا". وعن مضمون المبادرة التي سيطرحها، أوضح ماكرون انه سيفصلها لاحقا، وقال: "ان واجب اللياقة يقتضي بأن اتبادل الرأي مع السلطات اللبنانية والقوى السياسية، على ان اجيب على ذلك بشكل مفصل خلال المؤتمر الصحافي. والاهم هو هذا التضامن الاخوي تجاه الشعب اللبناني". أضاف: "انا لست في لبنان للمرة الأولى. لكن هذه اول زيارة لي بشكل طارئ بصفتي رئيسا للجمهورية الفرنسية، لسبب قلته للتو، لأنه أنتم ولأنه نحن، نحن سنكون هنا ولن ندعكم وحيدين". وضم الوفد الرسمي المرافق للرئيس ماكرون، كلا من، وزير الخارجية جان ايف لودريان، رئيس الاركان الخاص بالرئيس الفرنسي الاميرال جان فيليب رولان، المستشار الدبلوماسي للرئيس ايمانويل بون، مدير البروتوكول والشؤون الدبلوماسية فيليب فرانك، ومساعدة المستشار الدبلوماسي في الرئاسة الفرنسية اليس روفو، مستشار شؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل، مستشارة الشؤون الثقافية والاتصالات في الرئاسة الفرنسية ريما عبد الملك ومستشارة الشؤون التقنية والاتصالات الدولية آن صوفي براديل، المرافق العسكري للرئيس الفرنسي الكولونيل فانسان مانغيه، والنواب: رئيس لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في البرلمان لويك كيرفان ونائبته غوينديل رويار، ممثلة الفرنسيين المقيمين خارج فرنسا في البرلمان اميليا لاكرافي، السفير بيار دوكان ومترجمة اللغة العربية الخاصة بالرئيس يولا ابو حيدر، فيما كان السفير الفرنسي في لبنان برنار فوشيه في استقباله مع عدد من اركان السفارة.