في إطلالته بمناسبة "يوم الجريح" يوم أمس الخميس 18 آذار (مارس) 2021، تطرق الأمين العام لـ "حز/ب الله" السيد حسن نصـرالله إلى مواضيع عدة، ومنها ما يعاني منه اللبنانيون اليوم من أزمات سياسية واقتصادية وأزمة نظام، مؤكدا على دعوته الى "التصرف بعقل وحكمة ومسؤولية وطنية وخلقية، ومحذرا من وجود جهات خارجية وبعضها داخلية تدفع للحرب الأهلية في لبنان"، وأن لبنان "في قلب أزمة حقيقية وطنية وسياسية كبرى وهي أزمة نظام وحاضر ومستقبل".
واستهل نصـرالله كلمته بتقديم التعازي للراحلين بسبب كورونا وغيرها من أسباب المرض، ومشيرا إلى "عدد الجرحى الكبير في مسيرة حزب الله منذ العام 1982، ومن زمن الاحتلال الاسرائيلي ومن تفجيرات التكفيريين وأن الجرحى وغيرهم لم يتوانوا عن هذه المسيرة، لا بل أن منهم من كان يعود الى ميادين القتال بعد تضميد جراحهم، وفي كل مساحات العمل"، منوها بوعي هؤلاء الجرحى وبإيمانهم أن جراحهم كانت في المكان الصحيح، منددا بالجماعات التكفيرية المسلحة ومن يدعمها ويسلحها".
وفي هذا المجال، أوضح نصـرالله ""لسنا أمام جماعة اسلامية بل نحن أمام جماعات ارهابية تكفيرية مسلحة يتم تشكيلها وإدارتها ودعمها من قبل المخابرات الاميركية، من أجل تدمير الشعوب والجيوش"، وأن "وثائق جديدة تُظهر دور المخابرات الأميركية في تجنيد قادة داعش في السجون العراقية وإطلاقهم".
وتخوف نصـرالله من أنه "عندما يعجزون أمام المقاومة في لبنان يمكن ان يلجأوا إلى العمل من أجل حرب أهلية، وفي السنوات الماضية كان هذا الخيار موجودا وتم افشاله"، وتابع: "عندما نقارب أوضاعنا يجب أن لا ننسى ضرورة التصرف بعقل ومسؤولية وحكمة وهناك من يعمل من أجل حرب أهلية في لبنان" وأنه " لا يجوز تحت عنوان الأزمة الاقتصادية والدولار وفقدان المواد الغذائية أن يندفع أحد أو نسمح لأحد أن يدفع البلد لحرب أهلية".
كما وتطرق نصـرالله إلى مسألة التشكيل الحكومي، "الحزب ليس في وارد اللجوء إلى السلاح من أجل تأليف حكومة أو إصلاح وضع اقتصادي أو مالي"، داعيا إلى "وضع سقف" في الضغوط والمواجهات السياسية "ألا وهو عدم الذهاب إلى اقتتال داخلي"، ونصح نصـرالله "بإعادة النظر في قرار تأليف حكومة اختصاصيين، وأنصح بتأليف حكومة تكنو سياسية، فليؤلف الرئيس الملكف حكومة تضم القوى السياسية كي تتحمل مسؤولياتها ومن يتنصل يجب ان يحاكم"، وطالب في هذا المجال "بإعادة النظر بطبيعة الحكومة وماهيتها وهويتها، وذلك بأن تشكل حكومة تكنو-سياسية ولا تسمح لأي طرف بالهروب من المسؤولية، أو أن يقف على التل، لأن بكل صراحة، اذا لم تحم حكومة الاختصاصيين القوى السياسية فلن تصمد". وتوجه للحريري بالقول، "تحدث إلى كل القوى قبل الاثنين لكي يتحمل الجميع المسؤولية"، وقال: " نحن قبلنا حكومة اختصاصيين ولن نتراجع، وقدمنا تسهيلات بخصوص تشكيل الحكومة، واذا اتفق الحريري وعون الاثنين المقبل على حكومة اختصاصيين غير حزبيين فنحن ماضون بذلك".
وحول مواقف الرئيس المكلّف سعد الحريري سجل هذه الملاحظات: "ثمة أمور تحتاج إلى جرأة في المعالجة واتخاذ القرار، ومنها مسألة عدم الذهاب إلى الصين خوفا من الأميركيين، ومثلها الشراء من إيران وروسيا أو التعاطي مع سوريا"، وحول أزمة الوقود واستيراده من إيران قال: "العرض الإيراني حول شراء المشتقات النفطية من ايران بالليرة اللبنانية ما زال قائماً، وتنفيذ العرض الايراني إذا تم فسيكون عبر الدولة اللبنانية ووفق قوانينها"، موضحا أن " المطلوب هو الوقوف على ما تريده أميركا، يعني لا حياد".
واستعرض أمين عام حزب الله بعض الأسباب التي أدت إلى تأزيم الوضع اللبناني، لافتاً إلى أنه "من أسباب الأزمات أيضاً تهريب الأموال الى الخارج وتجميد الودائع في البنوك وانفجار مرفأ بيروت والحراك الذي حصل بدءًا من 17 تشرين والتوترات التي تبعته"، موضحا أن "الأزمة هي نتيجة عشرات السنين لا يمكن معالجتها بسنة أو سنتين وعلينا أن لا نبسط الأمور وعلى سبيل المثال ان لا نقول للناس ان الحل هو بتشكيل حكومة بل تشكيلها هو جزء من مسار طويل، وافتراض أسباب خاطئة للأزمة يعني الذهاب إلى معالجات لن تؤدي إلى نتيجة".
وحول اللجوء إلى صندوق النقد، تساءل نصـرالله: "هل سيتحمل الشعب اللبناني تنفيذ شرط صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن المواد الاساسية وهل تستطيع حكومة الاختصاصيين تحمل قرارات مفصلية كبيرة؟، محملا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤولية إيجاد الحلول لارتفاع سعر الدولة ومطالبا سلامة بالتنحي: "يمكنك فعل ذلك حتى في حال عدم وجود حكومة، كما وإنها مسؤوليتك، وانت قادر على ذلك، فعليك التوضيح واتخاذ القرار وإلا ما هو مبرر وجودك في المنصب؟".