بات الوعي في المجال البيئي الأمل للكائنات الحية البرية في لبنان، ولا شك أن الحملات المتواصلة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، قد ساهمت إلى حد كبير، في اتجاه المواطنين من إطلاق النار على الطيور والحيوانات، إلى توثيقها بالتصوير والفيديو، أو إلى التواصل مع الجمعيات البيئية بهدف إنقاذ بعضها، الذي يتعرض لإصابة ما، وهذا ما حصل في راشيا، حيث بادر المواطن سليم الحلبي إلى الإتصال بجمعية اللقاء البيئي في قضاء راشيا RECO، للعمل على إنقاذه.
وفي هذا المجال، قال رئيس الجمعية الناشط البيئي وليد سيف الدين: "عثر الصديق الحلبي على طائر جريح بين طيور الدجاج لديه، وتواصل معنا في الجمعية، ظانا أنه نورس، ولنوضح له أن منطقتنا لا تحتوي على نوارس، وأن بيئته تقتصر على السواحل".
وتابع سيف الدين: "تبين أن الطائر هو طائر البلشون واسمه العربي "أبو قردان بلشون القطيع" بالإنجليزية The western cattle egret واسمه العلمي Bubulcus ibis، وهو طائر يعيش قرب المستنقعات والمسطحات المائية ووجوده في بلدة راشيا الوادي قضاء راشيا وهي بيئة مختلفة عن بيئته الطبيعية، يجعلنا نضع عدة احتمالات و منها أن يكون شخص أمسك به ونقله معه، أو أن يكون قد ضل طريقه وابتعد عن مساره خصوصا وأنه تبين لنا أنه يعاني من العمى في عينه اليسرى، ولكنه الحمدلله وقع في يد مواطن يحترم القواعد البيئية لجهة حماية الطيور، خصوصا في موسم التعشيش، وقد اتصل بنا لإجراء ما يلزم و قد تم أيضا معالجة جرح في ساقه وجناحيه وأنفه، وتواصلنا مع جمعية حماية الطيور في لبنان ABCL، والتي أوصت بضرورة إطلاقه، كونه لا يعاني من مشكلة خطيرة، وبالفعل بعد علاجه من قبل فريق متخصص لدينا لعلاج الطيور، تم إطلاقه في محمية عميّق بالتنسيق مع جمعية ABCL ومدير محمية عميّق في البقاع الغربي عبدالله حنا، وهي محمية رامسار مهمة للمناطق الرطبة وتحتوي أنواعا كثيرة من الطيور المائية مثل البلشون وغيره".
وختم سيف الدين بتوصيات للمواطنين "بضرورة التواصل مع الجمعيات المختصة بالحياة البرية عندما يجدون أي كائن بري جريح، ليتم علاجه وتأهيله وإعادة إطلاقه إلى البرية".
