info@zawayamedia.com
لبنان

جنبلاط: أسأل الوزير جبران باسيل هل الجوع آت من وجود النازح؟

جنبلاط: أسأل الوزير جبران باسيل هل الجوع آت من وجود النازح؟

الخلافات السياسية حول السلاح والاستراتيجية الدفاعية أصبحت ثانوية


أمامنا أيام صعبة جدا والتسوية ضرورية والحكومة أساس كل شيء


إعتبر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أن "ليس هناك أي شيء يستطيع أن يوقف التدهور إلا أن تتشكل حكومة في أقرب فرصة ممكنة"، لافتا إلى أنه "لم أسمع أن هناك مبادرة روسية حتى هذه اللحظة، وكان عندي السفير الروسي، والسفراء الروس يأتون دائما في كل عام في السادس عشر من آذار (مارس) الى المختارة. وهذه السنة أتى السفير الروسي الجديد الى هنا في بيروت لأن ليس هناك اي احتفال في المختارة".


كلام جنبلاط جاء في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية عبر برنامج flashback، لمناسبة ذكرى اغتيال الشهيد كمال جنبلاط، وقال: "أمام الوضع الذي ينهار في كل لحظة إنني أنصح المسؤولين السياسيين بضرورة التسوية كما رسمت، وبأن لا نضع شروطا وشروطا مضادة، وأن نخرج من الثلث المعطل، ففي النهاية البلاد كلها معطلة، لذلك وجود حكومة حازمة تتخذ اجراءات ضرورية وأولها ترشيد الدعم ووقف الدعم على البنزين الذي يذهب الى سوريا ووقف الدعم لهذه الادوية التي معظمها تذهب معظمها الى العراق، وعلى وزارة الاقتصاد بالنسبة لمراقبة الأسعار، ثم التفاوض الجدي، لأنه اذ لم نفاوض مجددا البنك الدولي وصندوق النقد ستكون شروطهم اقسى من الشروط السابقة عندما بدأنا بالتفاوض في بداية حكومة حسان دياب. لذلك علينا ان لا ننتظر لأن الشروط ستكون أقسى، وهذا يتطلب وحدة موقف على الصعيد اللبناني، وأقولها بكل صراحة أيضا في هذه الفوضى العالمية السياسية وفي أوج استفحال كورونا في كل مكان اذ ليس هناك بلد في العالم إلا وهو غارق في الكورونا، لا نتأمل من اي دولة ان تقوم بمساعدتنا، وعلينا مساعدة أنفسنا بأنفسنا. ربما يبقى بعض الشيء من المبادرة الفرنسية لكن أن ننتظر مساعدة من الخارج نخطئ بالحسابات، وعلينا أن نساعد أنفسنا بالحد الأدنى من الوحدة الوطنية وعنوانها الحكومة".


وردا على سؤال، أجاب جنبلاط: "الحل داخلي ومبني على آخر المعطيات التي ذكرتها من أسبوعين عندما اتصل بي نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وقال لي إنه عندما استقبل في موسكو وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لم يسمع منه أن لدى إيران أي شرط في الثلث المعطل. ونعود الى كلام السيد حسن نصرالله الذي قالها بوضوح: إذا كان هناك ضرورة للثلث المعطل أن أقدم نفسي كثلث معطل عند الضرورة، لذا علينا في الداخل أن نلتقي وأن نخرج من هذه الدوامة، لأنه إن لم نلتق ونشكل حكومة سينهار كل شيء ولن ينفع شيء، وعندها لن ينفع الندم".


وعن لقائه بالرئيس المكلف سعد الحريري، قال جنبلاط: "الرئيس الحريري لا يستطيع أن يذهب الى مجلس النواب وأن يحجب فريق من الناس الثقة عنه، فمن غير المنطقي أن يحكم من دون ثقة. يريد إطمئنانا، ونحن نريد إطمئنانا. لذلك لا بد من ثقة. والثقة ضرورية نتيجة كثير من الرواسب ونتيجة التباطؤ منذ أن اندلعت الأحداث في ثورة 17 تشرين. لكن ظروف الأمس كانت أفضل من اليوم، لذلك اليوم أخطر. وعندما اغتالوا كمال جنبلاط كانوا يريدون اغتيال المختارة، الحزب التقدمي الإشتراكي، والجبل، لكننا إجتزنا، وعندما أتى الإحتلال الإسرائيلي واحتلت إسرائيل لبنان وبيروت كانوا يريدون اغتيال الكيان اللبناني لكنهم فشلوا بفعل المقاومة الوطنية البنانية، والحركة الوطنية اللبنانية، والمقاومة الإسلامية. أما اليوم فهذا التباطؤ سيغتال لبنان من الداخل، لأن الجوع اليوم يستفحل في كل مكان ولا مجال لمحاربة الجوع إلا بحكومة وتضامن وبترشيد الدعم، وهذا أهم شيء، لكن ما من أحد مستعد".


أضاف جنبلاط: "أريد أن أسأل الوزير جبران باسيل: هل الجوع آت من وجود النازح؟ النازح يملك بطاقة تموينية من المؤسسات الدولية يستفيد منها. والآن المؤسسات الدولية تفكر بإنشاء بطاقة مماثلة للبناني... "ليك وين كنا ووين صرنا". ثم هل هناك ظروف مؤاتية لعودة اللاجئ السوري الى سوريا؟ لا أعتقد، وهل هناك ظروف مؤاتية لعودة اللاجئ الفلسطيني الى فلسطين، فهذا مستحيل، لنفكر نحن بمشاكلنا. العناوين التي طرحها جبران جميلة جدا... وبموضوع الإستراتيجية الدفاعية، فنحن وضعناها سويا تقريبا مع الرئيس ميشال سليمان، ونحن جاهزون، ولكن ليست في الوقت الحاضر أولوية".


وردا على سؤال عما إذا كان متخوفا من خضة أمنية، قال جنبلاط: "عندما لا يكون هناك أي مرجعية سياسية تحكم البلاد من خلال حكومة، وعندما يرى المواطن أن ما من أحد مهتم بشؤونه، فهناك المواطن العادي والموظف والعسكري وبالأمس ماذا قال قائد الجيش العماد جوزيف عون؟ هو أيضا خائف على المؤسسة العسكرية لأن راتب الجندي الذي كان منذ سنتين 500 دولار أصبح اليوم 80 دولارا، وقد ينهار أكثر. وهذا حال الجندي، فكيف حال الموظف وغير الموظف".


وتعليقا على موضوع الهدر في قطاع الكهرباء والسلفة التي تم طلبها، قال جنبلاط: "هذا كان المطلب الأساسي للفرنسيين قبل أن تأتي الثورة وقبل أن ينفجر مرفأ بيروت. والمبدأ الأساس كان بكيفية ضبط الهدر في قطاع الكهرباء في وزارة الطاقة التي كانت تشكل 40 في المئة من الهدر. واليوم لست أدري كمية الهدر، وكم من وعود سمعناها من الوزير جبران باسيل ثم من الوزيرة ندى البستاني والوزير أبو خليل الى آخره... ولا أريد ان يكون هذا الكلام محل سجال سياسي، لكن هذا القطاع هو القطاع الأساس ويجب ان نعالجه، وإلا هذه السلفة ستذهب الى مصير السلفات الأخرى الى مزيد من الهدر وزيادة في الدين العام".


وإذ أشار الى أن "لا مانع لديه بأي تدقيق"، قال: "أنا جاهز للمحاسبة أمام قضاء مستقل، وأؤمن أن ما زال هناك قضاة يتمتعون باستقلالية في هذا البلد. لم أفقد الأمل ولن أفقده. أما حادثة المرفأ فقد يكون لها مضاعفات دولية كبرى، ستظهر. لكن بالأمور العادية أؤمن بالقضاء، وكنت أعطي مثالا القضاء في إيطاليا، حيث كان هناك قاض متميز وهو ديل بييترو، إستطاع تحجيم المافيات الإيطالية، هو إستطاع بينما اثنين آخرين قتلا".


وتابع: "وصلنا إلى هذه المرحلة لأننا أخطأنا كل على طريقته، قالوا "كلن يعني كلن"، لكن الذين كانوا يمسكون بقطاعات أساسية إنتاجية في الدولة اللبنانية، في الحكومات التي تعاقبت منذ أن تسلم رفيق الحريري إلى الأمس القريب، أساؤوا الحكم وهدروا. نحن جاهزون للمساءلة ولسنا متهربين منها. البعض يتهمنا بالهدر في وزارة المهجرين. أنا جاهز. جمعينا جاهزون".


وردا على تخوفه من احتمال حدوث تحركات مسلحة أمام منزله ومنازل السياسيين، قال: "لن أترك بيروت. باق في بيتي. الوضع الإقتصادي سيؤدي ربما إلى فلتان أمني، لأن دون مرجعية وحكومة وأفق واضح سيكون هناك فوضى، فمن يمنع ذلك؟".


وشدد جنبلاط على وجوب "التمسك باتفاق الطائف دون محاولة إيجاد اتفاقات وصيغ جديدة، لأن لا أحد يفكر فينا"، لافتا الى أن "هناك أمورا خلافية حول الإستراتيجية الدفاعية وغيرها، لكنها ليست بأهمية الأكل، والقمح والخبز والدواء أهم من الراجمات والصواريخ، لا أحد سيأكل راجمات وصواريخ".


وأشار جنبلاط إلى أن "الشعب اللبناني يريد البديل الذي هو قانون انتخاب جديد. جماعة الثورة وغير الثورة يريدون التخلص من الطبقة السياسية. قانون إنتخابي جديد كما طرحه الرئيس بري: لبنان دائرة إنتخابية واحدة خارج القيد الطائفي. ورجال الدين سيسألون أي نحن؟ عندها ننشئ مجلسا للشيوخ، الذي من خلاله يحافظون على كياناتهم الثقافية والسياسية، بغض النظر أنني من الأشخاص الذين ينادون بأنه ليس من ضرورة للحفاظ على المحاكم الدينية. نحن مع المحاكم المدنية، لكن هذا أمر طويل. في نفس الوقت، إنني أطرح في البرنامج الحكومي الجديد الضريبة التصاعدية على الأملاك الخاصة غير المستثمرة وضريبة تصاعدية على ربح المواطنين في المصارف، وعلى أملاك الكنائس والأوقاف".


ولفت إلى أن "الرئيس بري قام بحركة على الخط الحكومي، والشيخ سعد الحريري أيضا وتوجه إلى الرئيس عون أكثر من مرة"، وقال: "لا بد من التلاقي بين الرئيسين عون والحريري. والتلاقي يحتاج إلى تسوية. فلتكن التسوية. التاريخ لن يرحم أحدا إذا لم نقم بالتسوية. السياسة فن الممكن وليست فن المستحيل".


أضاف: "السيد حسن نادانا منذ أشهر، وقال فلنذهب إلى الشرق، ورفضت حينها، لكن لا مانع لدي فلنذهب نحو الشرق. لأنه اليوم، وفق الملامح القادمة، على وزارة الشؤون الإجتماعية إعادة النظر بالأسر الأكثر فقرا التي زادت أضعافا، وأنا أطالب بتخصيص قسيمة معينة لهذه العائلات بالدولار، من خلال القانون الذي أقر وأموال البنك الدولي. ثم، إذا كان هناك في الشرق طحين ومواد إستهلاكية أرخص وقمح وبنزين، فلا مانع. سوريا معدومة. قيل لنا أن العراق قد يرسل 500 ألف طن فيول، إذا وصلنا إلى الصين فلا مانع لدي، إذا كان لديه الإمكانية، إلى حين وقف الإنهيار. إذا كان لديه مفاتيح لا مانع. يمكن للصين أن تقوم ببناء معمل كهرباء في فترة ثلاثة أشهر. الكويت عرضت علينا المساعدة في قطاع الكهرباء، والفرنسيون كذلك. لكن ثمة من رفض فوصلنا إلى هنا".


وردا على سؤال حول وجود مصلحة لحزب الله بإنهيار لبنان، سأل جنبلاط: "ما مصلحة حزب الله بالإنهيار؟ أي ثورة أو حركة تحرر تعيش كالسمكة في المياه. السمك في المياه يعني أن المحيط يجب أن يكون مرتاحا، وعندها الثورة تنجح أكثر. ويجب أن يكون مرتاحا على الصعيدين الإقتصادي والسياسي".


وعن انتظار أي تغيير مع وصول الإدارة الأميركية الجديدة، لفت جنبلاط إلى أنه لا يتوقع تغييرا. وقال: "السبب بسيط، فاهتمام هذه الإدارة وقبلها من الإدارات هو إسرائيل وأمن إسرائيل، ولن يتغير شيء على حساب القضية الفلسطينية. وقال زير الخارجية الحالي بلينكن في إحدى المقابلات إنه يؤمن في حل الدولتين. وهذا أمر جيد لكن يحتاج إلى ترجمة على الأرض".


وأكد جنبلاط أن "الكيان اللبناني موجود، ولا بد من محاورة القوى الموجودة". وسأل: "هل نحافظ على الكيان؟ هذا الكيان بتنوعه وجامعاته ومستشفياته وما تبقى من حرية الصحافة، هل نحافظ عليه؟ وقال: "هذا الكيان بيحرز أن نحافظ عليه. هذا الكيان فريد من نوعه. طوال عمرنا بين الشرق والغرب. الخليج ملجأ للبنانيين وحضن لهم. استفاد الخليج من خبرة اللبنانيين لإعماره، وعمر بعد الإجتياحات الإسرائيلية. ومن دون الخليج والسعودية والكويت والإمارات وقطر كيف كنا لننهض؟ وصلنا إلى الهاوية. واليوم مجددا هناك هاوية أخطر من الإجتياح الإسرائيلي، هاوية داخلية. نحتاج إلى الخليج، لكن نحتاج إلى حكومة من أجل التوجه نحو الخليج".


وذكر بأن "كمال جنبلاط نادى بالعدالة الإجتماعية وتمت محاربته من قبل الاقطاع المالي، وبقايا الإقطاع السياسي، وحورب من قبل أصحاب نظرية لبنان الإقتصاد الحر". وقال: "نادى بإلغاء الطائفية السياسية وبأن نكون سواسية بالواجبات والحقوق، وتمت محاربته. فهذا هو البرنامج الإصلاحي المرحلي للحركة الوطنية، موجود ولا زال قابلا للتطبيق".


وتوجه إلى رفاقه في الحزب وقال: "بالرغم من الحالة القلقة، وبالرغم من انتقاد الرفاق في الحزب، إذ بعض الرفاق يسألون، لماذا لا نتوجه نحو الشارع؟ إذا نزلنا إلى الشارع ماذا بعد؟ لن نغير شيئا لأنه إذا لم يكن هناك إصلاح داخلي للنظام وإلغاء الطائفية والإمتيازات والأمور التي تحدثت عنها في موضوع الضريبة والملكية الفردية، فستكون "مظاهرة بالناقص أو بالزايد ما بتفيد". واجنها الكثير... أكثر من الإغتيال؟ لكن اليوم هناك إغتيال من نوع آخر، إغتيال الوطن بالفقر، المطلوب التضامن، تكثيف لجان الدعم. واجبات الحزب وواجبات الأحزاب. لكن هذا لا يلغي واجبات الدولة. وهنا نعود إلى العنوان الأساس: الحكومة. حكومة لو اقتضت التسوية يجب القيام بها".


وفي رده على جملة أسئلة حول علاقته بكمال جنبلاط، لفت جنبلاط إلى أنه "كانت دائما لحظات فرح مع كمال جنبلاط ولحظات أبوة". وقال: "كنت أشعر بعطفه وحنانه منذ أن كنت صغيرا. لحظة الفرح قد تكون حينما خطفوني وعدت إلى المنزل في العام 1975، وآنذاك كان أول إتصال بينه وبين كميل شمعون، الذي أنقذني إبنه داني من الموت، وهنا تكمن أهمية التسوية والتعالي".


وحول لحظات غضب كمال جنبلاط، قال: "عندما رسبت في البكالوريا، في العام 1967  كانت حالة رعب. لأن آنذاك إحترت في كيفية مواجهته. فتوسطت لدى أصدقاء منهم اللواء شوكت بك شقير، والشيخ عارف أبو حمزة. كان عمري يومها 17 سنة. كان قاسيا جدا في موضوع العلم. وحينها إختلفت معه، طلب مني متابعة البكالوريا العلمية، قلت له لست قادرا لكنه قال لي ستقوم بدراسة البكلوريا العلمية، وقد غلبتني علوم الهندسة".


وأشار جنبلاط إلى أن "التعليم عن بعد نجح، وهو المستقبل"، قائلا: "العالم لن يعود إلى الماضي، فالعودة إلى الماضي تحتاج إلى عقود. اليوم هناك تجربة علمية تقنية جديدة، وطبعا إجتماعية، لم يعد هناك عطف".


وختم جنبلاط: "أمامنا أيام صعبة جدا، أصعب من كل ما مررنا به. علينا التمتع بالهدوء، وأن نحترم الرأي الآخر. التسوية ضرورية، والتضامن الإجتماعي أكثر من أي وقت مضى. سأقوم بواجبي ضمن إمكانياتي وسأعمل جاهدا مع الغير وأدعو الأحزاب بغض النظر عن الخلافات، بأن نعطي للتسوية كل جهد، الحكومة أساس، وهذا الكلام موجه للرئيس عون وباسيل والحريري وجعجع والجميع، وأي حساب آخر هو خطأ".

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: