أحيانا عبارة واحدة تكفي، أو كلمة محمّلة بالوجع تفي بالغرض، وعلى قاعدة: "قل كلمتك وامشِ"، خصوصا عندما تصبح الخطابات أعجز من أن تلخص المعاناة شعب ومأساة وطن، خصوصا في هذا "اللبنان" البائس بسياسييه وأولي الأمر فيه ومنه.
الشعب اللبناني عضه الجوع، وصار متسولا بين الأمم، ومنظومة الفساد مستمرة بحكم تخندقها خلف متاريس طوائفها، ففي أي نظام طائفي، ينأى الدين عن قيمه الإنسانية السامية، ويصبح بالقوة حاميا للمجرم والمرتكب والمرتشي، وفي لبنان ونظامه التحاصصي غابت القيم مع غياب المحاسبة، فيما ثمة "نكتة" سمجة "مكافحة الفساد".
اليوم، استوقفتنا لافتة توجز واقعنا الميؤوس، رفعتها شابة تبحث عن مستقل ضائع قبل أن تجد للهجرة سبيلا، لافتة كتب عليها: يلي بيسرق رغيف خبز بفوت عالحبس ويلي بيسرق بلد بصير زعيم!
لا كلام أكثر، اللافتة حكت معاناة وسطرت وجعا، فيما ثمة أمل باقٍ، وهو الثورة، ثورة الفقراء والشرفاء في وجه طغمة الفساد!
