عبثا يسعى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لتعويم حضوره السياسي الضامر، يراوح بين الشيء ونقيضه، لاهثا خلف سراب، غير مستعد لنقد ذاتي جريء، ولما يزل يروغ من مسؤولية أن عطّل الدولة وشلَّ المؤسسات، ليضفي مزيدا من الإلتباس حيال تنقله بمواقع المسؤولية من موقع الصدفة، صدفة المصاهرة أولا، وتالياً صدفة أن يكون في حاضرة المشهد السياسي في لبنان، يقرر، يعطِّل، ويحصد الهزيمة وأختها.
مرة أراد أن يقلب الطاولة على الجميع، وأخرى أراد أن "يدافع" عن حقوق المسيحيين فأضاع حقوق اللبنانيين، مسلمين ومسيحين، وكان لافتا للإنتباه اليوم حديثه عن "الصمود هو عنوان المرحلة ويكون عبر تحديد خيارات استراتيجية وتموضعات انتقالية في السياسة الخارجية والداخلية وعبر سياسة تنظيمية داخلية تسمح بالتأقلم والتحمّل تحقيقاً لما اعتاد عليه التيّار من صمود ومرونة".
"كلام كبير"، فيما لا نرى صمودا إلا في تعطيل تشكيل الحكومة، ولا يتحمل باسيل وحده تبعات الواقع المأزوم والإنهيار، فهو حاول التشبه بزعماء الطوائف فسقط في التجربة مرات كثيرة، لسبب بسيط، وهو أن زعماء الطوائف يبزونه في السياسة، ويعرفون من أين تؤكل الكتف، فيما باسيل عديم الخبرة ومعاند!
تحدث باسيل عن "أزمة الإنهيار الكبير في المال والإقتصاد وأزمة سقوط النظام"، منظراً دون إتقان المناورة، يصارع ليقول إنني هنا، بينما قطار السياسة سبقه وخلفه وحيدا على قارعة الإنتظار، علّ صدفة تعيده من قعر الهزيمة، لكن واقع الحال تبدل، فالهزيمة قدر باسيل الآن وفي كل أوان.