لا نريد أن نسمع تطمينات من أي مسؤول حيال نظامنا الصحي في لبنان، ولا أحد يقنعنا أن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد COVID-19 إلى نحو يفوق يوميا ما يسجل في دول كبرى (من حيث المساحة والسكان) مردّه إلى "طبيعة الفيروس" الشرسة، لا إلى حال التسيب والفلتان وعدم الإلتزام بإجراءات الوقاية وتدابير العزل والإغلاق!
ما نشهده ليس إلا بداية انهيار النظام الصحي في لبنان، وهو ليس بمنأى عن فضائح ونكبات وكوارث، وكلنا يعلم أن النظم الصحية في لبنان كانت تواجه الفساد قبل الجائحة، فكم بالحري بعدها؟ ألا تتذكرون من تورطوا ببيع أدوية السرطان الفاسدة؟ هل حوكموا؟ وألا تتذكرون أيضا مافيا الدواء والإستشفاء والطبابة؟ كم من مواطن مريض توفي على أبواب المستشفيات؟
بعد الجائحة ليس كما قبلها، فقد حل "الفيروس" ضيفا ثقيلا كشف العطب في نظامنا الصحي، وزارةً، ومؤسسات صحية خاصة، وقطاعا استشفائيا رسميا وتجارة دواء تبيح نهب المريض لصالح حيتان المال وبعضهم محميّ من ذوي السلطة والنفوذ.
لا كلام أكثر، إلا أن نذكر عداد الإصابات والوفيات، فقد أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 3523 إصابة جديدة يومية بالفيروس التاجي، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 415362. كما تم تسجيل 56 حالة وفاة.
الأرقام ذاتها يوميا، فهل من يجرؤ على المجاهرة بأننا في لجة الفوضى وعلى ضفاف الكارثة الصحية؟!