لم تصل مساعي التأليف إلى ما يبعث الأمل على إمكانية ولادة الحكومة في وقت قريب، وهذا أمر ليس مفاجئا، ويبدو أن التيار الوطني الحر يسعى لتحطيم رقم قياسي جديد وكسر الرقم السابق لحكومة الرئيس تمام السلام، الأطول في تاريخ لبنان لناحية التأليف (11 شهرا).
وثمة محاولات حثيث وصفت بـ "الجدية" انطلقت منذ أربعة أيام لتشكيل الحكومة العتيدة، وبحسب صحيفة "الديار" اللبنانية، ترتكز على شقين داخلي وخارجي. الشق الاول هو قيام الرئيس نبيه بري بإطلاق مبادرة داخلية لتحريك الجمود السياسي عبر ارسال وزير المالية السابق علي حسن خليل الى الرئيس المكلف لاقناعه بحكومة من عشرين وزيراً. وقد لاقى هذا المسعى تجاوبا من سعد الحريري شرط ان يقوم الرئيس ميشال عون بالاتصال به ودعوته الى قصر بعبدا.
وايضا، عرض الرئيس بري على رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حل وسط حول الوزير الدرزي الذي سينضم الى حكومة العشرين وزيرا. وهذا العرض يقضي بأن تشكل لائحة من خمس شخصيات درزية مستقلة يختار وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان الاسم بالتوافق، ويكون مستقلا غير تابع لاحد منهم. وقابل جنبلاط هذا الطرح بايجابية، خاصة ان الاخير مدرك جيدا لخطورة وقوع الانفجار الشعبي وانفلات الامن، وفقا لـ "الديار" أيضا.
لكن، كل مسعى إيجابي يصطدم بشروط جديدة، وكل خطوة إلى الأمام تعقبها خطوتان عدة إلى الوراء!