تقرير خاص – اسطنبول
نظم اتحاد الطباعة والنشر التركي مؤتمراً سنوياً عنوانه: "برنامج زمالة اسطنبول لدور النشر السنوي" في فندق غراند جواهر في شيشلي - اسطنبول بمشاركة 60 دولة من حول العالم من بينها ١٤ دولة عربية.
وقد حضر حفل الإفتتاح نجل الرئيس التركي بلال أردوغان، ووالي اسطنبول علي يرلي قايا، ورئيس غرفة التجارة في اسطنبول شكيب أوداغيتش، وشخصيات سياسية وثقافية واجتماعية وأصحاب دور نشر أتراك وعرب وأجانب.
يتميز هذا الحدث بأنه لقاء لنقل الآداب من لغة إلى أخرى مع بيع وشراء حقوق التأليف والنشر. وقد انطلق هذا المؤتمر من عام 2016 بحيث أصبح حدثاً سنوياً تحتضنه اسطنبول.
وكان لـ "زوايا ميديا" بعدة شخصيات مشاركة، وكانت البداية مع أمين عام اتحاد الكتاب العرب بشار شبارو، فقال: "طبعا للبنان له دور فعال في عالم الثقافة والنشر، ومهما حدث في وطننا من هزات وأزمات فذلك لن يثنينا عن السعي للتقدم والتطور ومتابعة كل ما هو جديد في مختلف المجالات".
وحول مداخلته في المؤتمر شدد شبارو على أهمية قوة المحتوى، قائلا "أنه في عالم صناعة النشر كان الإهتمام بالكتاب وسيستمر، لكن اذا أردنا تطوير عمل صناعة النشر في لبنان والوطن العربي فمن الضروري أن نركز على تطوير صناعة المحتوى، أي نص الكتاب، لكن التقدم العلمي يقدم لنا أشكالاً مختلفة ومتعددة من المحتوى فقد يكون رقمي أو سمعي أو كتاب ورقي.. وطريقة تسويق المحتوى أصبحت مختلفة عما كانت عليه في السابق، فالآفاق مفتوحة ولا حدود لها".
وأشار شبارو إلى برنامج الزمالة معتبراً أنه "فكرة مهمة جداً، والتحدي في إقامة هذا الحدث الثقافي في هذه الفترة رغم الكورونا، علما بأن معرض الكتاب في اسطنبول قد تم تأجيله"، مؤكدا على "أهمية هذا الحدث الذي يتم فيه التعامل مع ستين دولة وستين لغة، وأسلوب التواصل مع دور نشر إما من خلال وجود ممثليهم في المؤتمر أو من خلال التواصل مع دور نشر أخرى عبر اجتماعات على النت بحيث يقومون بتبادل حقوق النشر وترجمة كتب بين دولة وأخرى، ويتم الإتفاق على طبيعة العمل بين المجتمعين".
من جهته لفت رئيس اتحاد الطباعة والنشر التركي الأستاذ مصطفى دورو إلى أهمية هذا الحدث الثقافي، فقال لـ "زوايا ميديا": "قمنا بدعوة دور نشر من مختلف دول العالم، فتلقينا من 121 دولة طلبات للمشاركة في هذا الحدث، الذي هو برنامج يتعلق بالنشر بحيث يلتقي الناشرون فيعرضون الكتب، ويتبادلون النسخ بهدف ترجمتها للغات أخرى. وإننا من خلال برنامج الزمالة منفتحين على كل الدول ولا تمييز بين اللغات هنا، لذلك نرى الناشرون متحمسون للمشاركة معنا ليبرزوا ثقافة وحضارة بلادهم للشعوب الأخرى. ولعل ما يميز هذا الحدث مشاركة أعداداً كبيرة من الدول فيه بحيث يضفي عليه غنىً ثقافي وحضاري."
وعن سؤالنا بمدى اهتمام الشعوب العربية للمشاركة في برنامج الزمالة، ولماذا تم التركيز على تناول ثقافة وحضارة أذربيجان في المؤتمر أكثر من غيرها، أجاب دورو : "إننا نلاحظ مدى اهتمام العرب في المشاركة في هذا الحدث، سيما وأن هنالك دور نشر عربية دولية يهتمون بالتسويق لمنتجاتهم الفكرية، هذا عدا عن وجود أعداد كبيرة من دور النشر العربية هنا في اسطنبول. أما بالنسبة للحصة الأكبر التي حظيت بها أذربيجان في مؤتمرنا هذا العام، فذلك لأننا بدأنا نعتمد خطة تسليط الضوء بقوة على دولة واحدة في كل مؤتمر، مع حرصنا على الحديث عن حضارات الدول الأخرى. وفي العام المقبل ستكون المكسيك هي المحور."
وعن مدى اهتمام الشعب التركي في مطالعة الكتاب، يقول:"لا يزال للكتاب الورقي حضور قوي في تركيا، فهنالك الكثير من الأتراك يطالعون الكتب في الأماكن العامة وفي المترو أو الباص أو في منازلهم، إذ تحتل تركيا المرتبة الثامنة في العالم، ويتم طباعة ونشر أكثر من 600 مليون كتاب كل عام".
وتابع دورو: "لأول مرة في هذا العام تضمن برنامج الزمالة جوائز اسطنبول لحقوق التأليف، وهي ثلاثة جوائز مالية. ويسرنا أن تكون الجائزة الأولى من نصيب دار النشر اللبناني Digital Future Ltd وسيستلمها الأستاذ محمد الخطيب ، وتبلغ قيمتها 10 آلاف دولار".