info@zawayamedia.com
تربية وثقافة

عِــــــــبـــــَـــر التاريخ... وآفاق المستقبل!

عِــــــــبـــــَـــر التاريخ... وآفاق المستقبل!

قال التاريخ لمن يحسنون قراءته  بحكمة وتجرد :


كل مشروع سياسي صادر عن مرجعية روحية ، أياً تكن، وبغض النظر عن مضامينه وأهدافه ودوافعه وخلفياته ، وحتى مع حسن نية اصحابه، وحتى مع  الاخذ بعين الاعتبار احتمال صوابية مقاصدهم، ومع كل التقدير لتلك المقاصد ...  يعني :


- أن لا أفق لهذا البلد...


- أن الطبقة السياسية باتت خاوية وضحلة وعديمة الرؤيا،


- أن البلد مرهون للخارج حتى قيام الساعة،


أن المطلوب بناء الجزر وليس بناء الوطن،


- أن البلد سيكون أسير عدة برامج سياسية، على الأقل بعدد المرجعيات الروحية المؤثرة فيه، وأن الأخذ والرد سيكون الشغل الشاغل للناس تماماً كلعبة البينغ بونغ،


- أن المواطنة من أضغاث الاحلام، وأن الناس رعايا،


 وأن العمل يجري على موالفة ودوزنة العلاقات بين كل رعية  وأخرى شريكة  لها في الوطن، وهذا  يعني إعادة انتاج تاريخنا البائس من جديد ...


سأل القارئ: لماذا المنظومة صامتة ؟


 رد الصدى :


- إما لعجزها،


- أو لرضاها الضمني،


- أو لتوكيلها للمرجعيات الروحية بهذه المهمة،


- أو لتربصها باللحظة التاريخية المناسبة للانقضاض من جديد،


- أو لانتظار فترة الترميم الذاتي على وقع الخراب الشامل...


أو، وفي أحسن الاحوال، للتريث بانتظار ان تقول لعبة الامم كلمتها !


اللبنانيون الذين جربوا المجرب وغير المجرب سيأكلون الطُعم من جديد، وسيكونون أمام خيارات  كلها مـُـــــرّة :


فإما الهجرة،


أو الإحتراب الداخلي، 


أو الرضى بالواقع والعودة الى الماضي القريب منه والبعيد،


وهذا يعني  أن لا دولة ولا وطن ولا نظام، ولا كهرباء ولا بنى  تحتية ولا ... ولا ...


بل صيغ مؤقتة لفشل دائم ...


وأن قدرنا أن نلحس المبرد، أو أن  نعيش ونتلذذ بطعم الجبنة ... حتى ولو كانت فوق مصيدة  الولاء الاعمى والتعصب الأحمق !


هنا انتهى  الحوار، ليسمع صوت آت ٍ من بعيد، من عالم الأموات  والشهداء، أي من دنيا الحق، يهمس في الصدور: ... وقد يُفهم إرشاد الناس إلى أبواب السماء، أما  أبواب الأرض فالناس أولى باختيار من يرشدهم اليها، إن هم أرادوا لابنائهم الحياة!

عِــــــــبـــــَـــر التاريخ... وآفاق المستقبل! 1
الدكتور مروان أبو لطيف

الدكتور مروان أبو لطيف

طبيب وكاتب

تابع كاتب المقال: