دب الهلع في صفوف نشطاء سعوديين مقيمين في كندا عقب اختفاء منشق كان مقيما هناك لعدة أسابيع، ومن ثم ظهوره فجأة في السعودية، بحيث هؤلاء النشطاء أن يسرب المنشق معلومات عنهم وعن عائلاتهم للسلطات في المملكة العربية السعودية، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، ويبدو وكأن طيف الصحفي الراحل جمال خاشقجي يطارد المعارضين في الخارج.
ففي تقرير نشر أمس السبت، نشرت الصحيفة تقريرا تضمن لقاءات مع نشطاء ومنفيين سعوديين، أن أحمد عبد الله الحربي (24 عاما) اختفى الشهر الماضي بعد زيارته سفارة السعودية في أوتاوا، لكنه فجأة ظهر بعدها بثلاثة أسابيع في السعودية، فيما يعتقد زملاؤه النشطاء أنه أُجبر على العودة إلى المملكة، ويخشون أنه ربما بدأ يزود السلطات السعودية بمعلومات تعرضهم هم وعائلاتهم للخطر.
وعمل حربي، الذي وصل إلى كندا عام 2019 وحصل على اللجوء، في عدة مشاريع مع معارضين سعوديين آخرين في كندا، بحسب زملائه، وشملت تلك المشاريع المشاركة في إعداد برنامج حواري معارض على منصة يوتيوب، والعمل مع شبكة من المتطوعين على تويتر لمواجهة الجيوش الإلكترونية التي يُعتقد أن السلطات السعودية تقف خلفها، ومهمتها مهاجمة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين ينتقدون الحكومة.
ويقول المعارض السعودي البارز والمقيم في كندا منذ فترة طويلة عمر عبد العزيز إن هناك أشخاصا يعملون معنا ولديهم أسماء مستعارة، مضيفا أن السلطات السعودية "باتت تعرف من هم الآن، ويمكنها معرفة التفاصيل الدقيقة لهذه العمليات".
ويؤكد عبد العزيز واثنان آخران من أصدقاء أحمد عبد الله الحربي في مقابلات مع "واشنطن بوست" أن الحربي اختفى قبل بضعة أسابيع، وحظرهم على سناب شات، وغادر جميع مجموعات الرسائل المشتركة معهم، بعدها اتصل الحربي بصديقين على الأقل، هما عمر عبد العزيز وعمر الزهيري، وأخبرهما أنه ذهب إلى السفارة السعودية، حيث تم استجوابه والضغط عليه للكشف عن أسماء وتفاصيل عن أشخاص في شبكة النشطاء.
وفي تسجيل لمكالمة واحدة حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، قال حربي إنه تم طرح عليه أسئلة حول عبد العزيز وعمله، مؤكدا أنه شعر أن عائلته في السعودية تتعرض لتهديدات خفية، واصفا زيارته للسفارة بجملة واحدة نصها: "عندما تدخل تشعر أنك خاشقجي".
وأخبر الحربي زميله عبد العزيز أن موظفي السفارة أعطوه تذكرة طائرة إلى السعودية وأخذوه إلى المطار، لكنه أخبر مرافقيه أنه قرر عدم العودة إلى المملكة وهرب، ثم اختفى لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا، وفقا للمصدر عينه.