بات واضحا الخلاف القائم بين الصرح البطريركي وقصر بعبدا جراء تعطيل تشكيل الحكومة العتيدة، وسط ما استجد من مواقف عالية السقف التي ما ينفك يُعلنها البطريرك الماروني بشارة الراعي، والجديد أن الانتقادات الحادة التي يوجهها البطريرك الراعي قد انتقلت الى الفاتيكان من خلال الرسالة التي سلمها أمس وفد من كتلة التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل الى سفير الفاتيكان في لبنان، فهل يحاول باسيل الإلتفاف على بكركي والإستقواء برأس الكنيسة الكاثوليكية؟
الرسالة لم تؤشر بشكل علني الى الإستياء من مواقف البطريرك تجاه العهد، إلا أنها حملت في طياتها تجاوزا لدور بكركي ومحاولة مكشوفة للالتفاف على تحركات ومواقف البطريرك، ولا سيما دعوته لعقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان وتحييده عن ملف صراعات المنطقة، وما بات يعرف بـ "الحياد الناشط".
إلى الآن لم يصدر أي موقف ولا حتى تعليق من بكركي حيال رسالة باسيل للفاتيكان، لكن مطلعين على فحوى الرسالة لاحظوا بوضوح وأشاروا عبر صحيفة "اللواء" اللبنانية (في عددها الصادر اليوم الخميس 25 شباط/فبراير) انها "صيغت بأسلوب يجافي حقيقة الأوضاع المتردية جراء تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة وسوء ادارة السلطة من العهد ومسؤوليته المباشرة عن عرقلة تشكيل الحكومة ومحاولة قلب تردي الأوضاع العامة والازمة لتداعيات النزوح السوري واللاجئين الفلسطينيين.
وأهم ما ورد في الرسالة - بحسب اللواء أيضا - ما يتعلق بحقوق المسيحيين وما "يتعرضون له من محاولات للتعدي على ما تبقى من هذه الحقوق والصلاحيات في السلطة وادارات الدولة ككل".