بعد انتشار أخبار تناولت تجاوزات في عملية التلقيح، في ما يمكن وصفه بـ "التلقيح الزبائني" قد يهدد لبنان بخسارة التمويل الدولي، ما يمكن أن يعرض لبنان لارتفاع تصاعدي في أعداد الإصابات، وما يمكن أن يؤدي أيضا إلى ما حذر منه العديد من الخبراء وهو ما يسمى بمناعة القطيع، وهو ما دفع السلطات المعنية إلى إجراءات عدة لتفاديه عبر سياسات الإغلاق العام التي جرى تنفيذها مرارا ولفترة طويلة مع ما انعكس على لبنان من جمود وأزمة اقتصادية متفاقمة، تضيف إلى عوامل انهيار البلاد في كافة المناحي الإقتصادية والإجتماعية والصحية وغيرها.
وكانت الصرخة التي أطلقها الفنان باسم مغنية على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" مدوية ومؤلمة إذ غرد: " أبي رحل إلى دار الحق قبل أن يأخذ اللقاح لأن دوره الشهر القادم. ونوابنا أخذو اللقاح ودورهم بعد عدة شهور. أبي يمشي على القانون (مات) ، نوابنا لا يمشون على القانون (ما زالو على قيد الحياة )".
وقد أكدت مصادر أنه جرى تلقيح 16 نائباً حالياً تفوق أعمارهم الـ 75 عاماً في القاعة العامة للمجلس النيابي، وبحضور فريق من وزارة الصحة والصليب الاحمر اللبناني، بعد إصابة عدد من الموظفين في مجلس النواب بفيروس كورونا، وكذلك أصيب النائب آلان عون الذي جاءت نتيجة فحصه إيجابية، وهو بحال جيدة الآن مع أعراض مقبولة، وذلك نتيجة الإهمال في الإجراءات الوقائية في بعض الأماكن داخل المجلس، وفق مصادر، إلا أن الأمر انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع انتقاد كون النواب مسجلون على المنصة، ولا يجب أن يكون لهم أولوية على حساب الشعب اللبناني.
وفي هذا المجال، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح "كورونا" الدكتور عبد الرحمن البزري في مؤتمر صحفي عقده في منزله في مدينة صيدا، الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، أنه أجّل إعلان استقالته من اللجنة الوطنية على خلفية تلقيح عدد من النواب في المجلس بدون موافقة من اللجنة الوطنية إلى حين توضيح الأمر من المعنيين.
وقد أفاد ممثل البنك الدولي في لبنان ساروج كومار، في وقت سابق، في تغريدة عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، أنّه "بناءً على تأكيد الخروقات، فإن البنك الدولي قد يجمّد تمويله لدعم اللقاحات في لبنان" والتي عاد وحذف هذه التغريدة ليناشد في تغريدة لاحقة "الجميع، بغض النظر عن منصبكم، التسجيل عبر المنصة وانتظار الدور"، وتبلغ قيمة هذا التمويل 34 مليون دولار.
وفي هذا السياق، أوضح الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر "أن عدد النواب الذين تلقوا اللقاح هم 16 نائبا بوجود فريق من وزارة الصحة العامة والصليب الاحمر اللبناني"، موضخا أن: "أسماء النواب الذين تلقوا اللقاح موجودة على المنصة الرسمية وحسب الفئة العمرية، وقد حان دورهم. وهذا ما فعلناه باعتبار ان النواب هم الاكثر عملا في القوانين واجتماعاتهم دائمة، وخوفا من ان ينقلوا العدوى الى المجتمع اذا ما أصيبوا".
وقد تم تسريب أسماء عدد من النواب الذين تم تلقيحهم، علما أن بعضهم ليسوا من كبار السن، ومن بينهم النواب أنور الخليل، عبد الرحيم مراد، غازي زعيتر، ميشال موسى، محمد كبارة، أسعد حردان، مصطفى الحسيني، نقولا نحاس، إيلي فرزلي، سليم سعادة، ياسين جابر، أنيس نصار، هبة قاطيشا، وألبير منصور.
وأشار النائب سامي الجميّل، أنه تلقى اتصالاً من مجلس النواب مثل جميع النواب وحتى المستقيلين منهم، طالبين بطاقة هويته وبطاقات هوية أفراد عائلته للتسجيل في الدفعة الأولى لتلقي اللقاح، مؤكدا إنه رفض ذلك لأنه لا تتوفر فيهم المعايير المطلوبة.
كما أعلن مكتب الاعلام في الرئاسة في تغريدة على "تويتر" أن الرئيس ميشال عون واللبنانية الأولى تلقيا اللقاح ضد "كورونا" مع عشرة من أعضاء الفريق اللصيق والملازم للرئيس الذين سجلوا أسماءهم وفقا للأصول على المنصة الخاصة بالتلقيح، ولم يتم توضيح أسماء الفريق اللصيق!