تساءل مراقبون عن توقيت بث قناة العربية سلسلة حلقات حوارية مع رغد صدام حسين، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول دوافع القناة السعودية في تسليط الضوء فجأة على ابنة الرئيس العراقي الراحل.
وانطلقت هذه الحلقات، التي أذيعت خمسة أجزاء منها، يوم الاثنين. وقد حظيت حلقة يوم الجمعة باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتل وسم (هاشتاغ) #رغد_صدام_حسين مرتبة متقدمة في لائحة الأسماء الأكثر تداولا على موقع تويتر في العراق والأردن والكويت.
أطلت رغد مرتدية بزة سوداء علقت عليها علم العراق متبوعا بوسام لشعار الجمهورية الشهير "النسر"، الأمر الذي استوقف بعضهم للتأمل في دلالات الأمر، وتطرقت حلقة الجمعة إلى رموز حزب البعث ومدى شعبيته وإمكانية عودته للساحة السياسية، وفق ما أشارت الــــ BBC البريطانية
كما حسمت رغد خلال الحلقة الجدل المثار بشأن وجود ابن لصدام حسين لم يٌعلن عنه، واصفة ذلك بالشائعة، وفي المقابلات السابقة، تحدثت رغد عن حياتها كابنة رئيس سابق وذكرياتها وعلاقتها بوالدها وأخويها، عدي وقصي، خلال الطفولة والصبا، مشيرة إلى أن والدها "كان حنونا ولم يستخدم القوة والترهيب مع أبنائه خلافا لما كان يُشاع عنه".
وتناولت الحلقات أيضا تفاصيل عن سياسات صدام وكواليسها وأيام الحصار وغزو الكويت وسقوط حكم والدها بعد الغزو الأميركي، وخصصت القناة منبرا لرغد لانتقاد إيران وللحديث عن الساسة الجدد للعراق، وقد أغضبت تلك الحلقات وما تضمنتها من تصريحات غضب ساسة ونواب عراقيين، إذ طالبوا بسحب سفيري العراق من السعودية والأردن حيث تقيم رغد.
وفي أول تعليق له على إطلالة ابنة صدام حسين، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر البرلمان والحكومة إلى تفعيل دور هيئة اجتثاث "البعث الإرهابي المحظور" حسب تعبيره، وذكّر الصدر في بيان انتشر على حساباته الإلكترونية بما وصفها بـ "المجازر الصدامية والمقابر الجماعية".
ويذهب خبراء سياسيون في تحليلهم إلى أبعد من ذلك، فيتوقعون أن تكون رسالة اللقاء مرتبطة بسياسات الرئيس الأميركي جو بايدن الجديدة في المنطقة، ويرجح البعض بأن الرياض تحاول استغلال شعبية صدام في صفوف بعض الشباب السعوديين لتنبّههم إلى مخاطر الخروج على الحاكم.
إذ يرى الباحث السوري عبد القادر نعناع، أن أهم فكرة في الحوار هي "استحضار الديكتاتورية عوضا عن تقديم بديل حضاري ديموقراطي واعٍ"، مضيفا بأن المقابلة "قدمت معادلة ترضي دول الخليج وهي أن الدولة الثرية عليها أن تكون استبدادية".