في 13 أيلول (سبتمبر) 2020 تم وضع حجر الأساس للنصب التذكاري للشهيد جواد أجود شيّا في مسقط رأسه في بلدة بدغان وذلك في ذكرى الأربعين لإستشهاده في إنفجار مرفأ بيروت.

لكن لا يظنّن أحدٌ أن هذا النصب التذكاري هو الذي سوف يحيي ذكراه، فجواد سيبقى أبداً ودوماً الذكرى الأجمل في العقول والغصّة الأصعب في القلوب. وكل من يعرف جواد، وبغض النظر عن مدى معرفته به، يدرك أن هذه ليست مبالغة ولا محاولة لتأليه الميت، فجواد حالة نادرة. نعم، هو حالة نادرة! هو حالة أمل رغم كل الصعاب، هو حالة فرح رغم كل الأسى، هو حالة صدق رغم كل الرياء، وهو حالة محبة خالصة وسط نفاق فادح.

بعد أكثر من ستة أشهر، لا زلنا نسأل: أين عدالة الكون؟ لماذا أنت؟ لماذا بهذه السرعة؟ ألا نستحق فرصة وداعك؟ كيف سيكون المستقبل بدونك؟ ولكن ماذا بقي من المستقبل؟ ويبقى عزاؤنا هو أن هذه الأرض لا تستحقك.

فعلى مر السنين سوف يقف الناس في بدغان ويتناقلوا ذكراك من جيل إلى جيل. قد يقولوا هذا هو النصب التذكاري أو هنا كان النصب التذكاري، لكن المؤكد أنهم جميعاً سوف يردّدون الآتي: كان محباًّ ومحبوبا، كان معطاءً وخدوما، كان ودوداً وعطوفا، كان صادقاً وصدوقا، كان سمحاً وخلوقا، كان مخلصاً وموثوقا، كان شهماً وسموحا.

لأجله، لأجل جميع شهداء تفجير مرفأ بيروت، لا يسعنا إلا وأن نعلي الصوت، متبنين مقولة #نعم_للتحقيق_الدولي، فالغصة واحدة والحزن واحد، ولن يطفىء بعضا من هذا الألم المقيم إلا معرفة المتسببين الحقيقيين بهذه الجريمة ليواجهوا العدالة.

إلى اللقاء يا صديقي.