info@zawayamedia.com
تربية وثقافة

فرج سليمان... ماذا فعلت بنا؟!

فرج سليمان... ماذا فعلت بنا؟!


فرج سليمان القادم على صهوة الدهشة يأخذنا بموسيقاه إلى مراتع الجمال، إيقاعاً وجملة لحنية حداثوية موشاة عِطراً يُسمع، وشدواً نستنشق معه رحيق الألق، ينسلُّ برهافة نسمة في حنايا القلب وشغافه، ويشرع أمامنا فضاء لا يشبه إلا فرج سليمان، هذا الحيفاوي المنذور للإبداع، عازفا بالإصرار ومغنيا بصدفة أغنيته الأولى "إسا جاي... بعد ما خلص العنب ونبيدو نشف عالكباي"، الأغنية غير المكتلمة كلمات ومقاطع، أكملها ترنيما "تيرا را را... تيرا رارا رارا" يومها صفق البيانو له وكذلك الجمهور، أما أنامله فحاكت شالا من شغف وحنين.  


 معه، تعلو حيفا فوق محيط الروح، أبعد من قصيدة، لا بل وتسافر بين أنامله عزفاً نديّ البوح، ماذا فعلت بنا يا فرج؟ كيف تسللت إلى دمنا المراق على قارعة الهزائم؟ وبعثت فينا الحبور يغبطنا ونغبطه:


"الشمس عم تتلج" وأيضا: "بكل صندوقة خشب في لعبة خربانة وصورة لدون كيخوتة راكب ع دبّانة وحشّاش زارع ببيته خيبة أمل وبحّار خايف متخبّي عَ راس الجبل شبّاك بكرا انكسر، وانحرقت البرداي"!


وماذا فعلت بنا أيضا يا فرج قبل أن توغل فينا عبر جديدك "أحلى من برلين" إلى أبعد من برلين وفلسطين والرامة، وكانت "في أسئلة براسي" قمة التحدي تطويعا لكلمات وزهوا يسرد يوميات حيفا:


"طب بعده عاطف بالعمار؟


بعده ما هدّه التعب؟


بعده كل ليلة البوليس


بتمنيك عَ ولاد العرب؟"


من الصعب الإحاطة بعجالة في إبداعات فرج سليمان مواليد الرامة عام 1984، الملحن وعازف البيانو الفلسطيني، لكنها مناسبة للإحتفال به ومعه في تحقيق إنجاز تمثل في تخطي عدد من استمعوا وشاهدوا "أغنيته أحلى من برلين" المليون عبر "يوتيوب"، وفي فترة زمنية قياسية.


مبروك لك، مبروك لنا، ومرحى.

أنور عقل ضو

أنور عقل ضو

رئيس التحرير