انحسرت العاصفة "جويس" Joyce وإنْ لا تزال ثمة ثلوج وأمطار متفرقة، إلا أن البرودة والصقيع مستمران حتى نهاية الأسبوع، وتبقى "جويس" الحدث الأبيض الوحيد بالنسبة إلينا كلبنانيين، وسط ما نشهد من أيام كالحة حالكة، وعسى ألا يأتي من يردّ الأبيض إلى "العهد القوي" ويصادره كـ "إنجاز" لا يُشق له غبار!
"بيضتها" Joyce، رغم "الطقس السياسي" المحكوم بالقحل والمحل والأيام المجدبة، ورغم الفساد الأسود والأسواق السوداء والغرف السوداء، و"الإنجازات" التي "لا تشيخ"، والأحزان الجاثمة على صدور اللبنانيين، ومصادرة دماء شهدائهم من انفجار مرفأ بيروت إلى ساحات الثوار وشعاراتهم التي تمدنا بقليل من الأمل، وبكثير من أوكسيجين صودر ومُنع مرات عن المبتلين بفيروس كورونا.
نبحث عن "أبيض" وحيد في عهد قيل لنا أنه "قوي"، فلا نجد غير الخراب، ولا أمل يرتجى، لا الآن ولا في القادم من أيام، طالما نعيش عصر "القوة"، وقد ابتلانا بها الله ربما تكفيرا عن ذنوب اقترفها غيرنا!
لم يعد لدينا إلا هذا الأبيض الرائع ويرادونا خوف من أن يُصادر منا، واعتبار العاصفة جويس من إنجازات العهد القوي؟!