كأن العهد يبحث عن قشة تقيه الغرق، أو تحول دون سقوطه بعد جملة من التطورات أفضت إلى حقائق دامغة مفادها أنْ لا دولة قائمة إلا بالإسم، ما يعني دون كبير عناء أو اجتهاد أن العهد في موت سريري، مع ما يترتب على لبنان من تبعات كارثية، تطاول أمنه واستقراره واقتصاده وماليته.
وكما الغريق يتمسك بقشة أو يبحث عن خشبة خلاص، هكذا العهد بكامل مستشاريه يتطلع إلى بقية أوكسيجين، علها تصله هذه المرة من موسكو، فقد كشفت صحيفة "السياسة" الكويتية أن "العهد طلب تدخلاً روسياً على أعلى المستويات، من أجل الضغط على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي يزور قطر اليوم الأربعاء، للقاء أميرها الشيخ تميم بن حمد، للقبول بتوسيع الحكومة إلى عشرين وزيراً، بما يسمح لرئيس الجمهورية وحلفائه الحصول على الثلث المعطل، وهو الأمر الذي يرفضه الرئيس الحريري بشدة، وهذا ما أبلغه إلى الموفد الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف الذي اتصل به أول من أمس، بعد اتصال مماثل أجراه برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حيث جرى البحث في سبل تسريع ولادة الحكومة.
وذكرت "السياسة" أنها استقت معلوماتها من أوساط وصفتها بـ "العليمة"، إلى أن العهد لا يريد السير بالمبادرة الفرنسية، لأنها تدعم موقف الحريري في تشكيل حكومة اختصاصيين من 18 وزيراً، ولذلك كان التوجه نحو موسكو، ظناً من فريق العهد أنه قادر على التأثير في موقف الحريري، وبالنظر إلى علاقتها مع النائب السابق جنبلاط وبعض حلفاء الحريري، بما يسهل ولادة الحكومة الجديدة، وفق رؤية الرئيس عون وحلفائه.
توازيا أكدت مصادر تيار "المستقبل" للصحيفة الكويتية أن الحريري يرحب بالدور الروسي، لكنه متمسك في المقابل بموقفه الذي عبر عنه في كلمته بذكرى 14 شباط (فبراير)، ولن يتنازل عن السقف الذي وضعه لعملية التأليف.