فيما يترقب الأميركيون بقلق انتشار السلالات الجديدة من فيروس كورونا المستجد COVID-19، التي اكتشفت لأول مرة في بريطانيا وجنوب أفريقيا، أكدت دراسة جديدة العثور على عدد من التحورات في الفيروس المستجد نشأت في الولايات المتحدة.
وأشار فريق من العلماء، في دراسة نشرت أمس الأحد، إلى أن هناك سبعة تحورات جديدة تم اكتشافها في الولايات المتحدة، تعرضت جميعها لتغيير في نفس النقطة بتركيبتها الجينية.
وقال جيرمي كاميل، عالم الفيروسات من مركز علوم الصحة التابع لجامعة ولاية لويزيانا والباحث المشارك في الدراسة: "من الواضح أن هناك أمرا ما يحصل مع هذا التحور"، وليس واضحا بعد إن كان هذا التغيير في تركيبة الفيروس قد جعله أكثر قابلية للعدوى، لكن الشكوك تراود العلماء، لأن التغيير طال الجين المسؤول عن دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية، وفقا لتحليل نقلته "نيويورك تايمز" عن الدراسة، وفق "قناة الحرة".
ولا يعد التغيير المتشابه في التركيبة الجينية للفيروسات أمرا خارجا عن المألوف، وهو ما أدركه تشارلز داروين في نظرية التطور، وقد لاحظ العلماء أن الأمر ذاته ينطبق على الفيروسات أيضا، ومع تفرّع الفيروس لأشكال عدة من السلالات المختلفة، يراقب الباحثون تطبيقا حيا للنظرية بشكل يومي، وفقا لما ذكرته الصحيفة الأميركية.
ومن الصعب أن تتم الإجابة عن عدد من الأسئلة الأساسية، من ضمنها مدى انتشار التحورات الجديدة هذه عبر الولايات المتحدة، إذ تشكل البيانات التي تم جمعها من فحوصات دم المصابين بكوفيد-19 أقل من واحد في المئة فقط، ولاحظ العلماء وجود أدلة على انتشارها في أرجاء مختلفة من البلاد، لكن لا يمكنهم تحديد منشئها الأول.
كما يصعب تحديد ما إن كان سبب الانتقال يكمن في درجة عدوى أكبر لدى هذه التحورات الجديدة أو إن كان انتشارها مدفوعا بالسفر أو التجمعات البشرية، ويرى العلماء أن التحور قد يتمكن بشكل معقول، من أن يغير قدرة الفيروس على التوغل في الخلايا البشرية، لكن جايسون ماكليلان، عالم الأحياء من جامعة أوستن في تكساس، والذي لم يشارك في الدراسة، حذر من التسرع للوصول إلى نتيجة مؤكدة، وأن العديد من الطرق التي يصل فيها الفيروس أجساد ضحاياه لا تزال مجهول.