أظهرت أرقام وإحصائيات جديدة تضاربا في حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد COVID-19 في روسيا، بين الأرقام التي ترسلها السلطات إلى منظمة الصحة العالمية WHO من جهة، وبين أرقام قادمة من أماكن أخرى داخل البلاد الواسعة من جهة ثانية.
وهذا يعني أن بروباغندا السلطة اصطدمت بحقائق وأرقام لا يمكن إخفاؤها في عالم مفتوحا ويكاد يكون بحجم هاتف ذكي، وتنقل صحيفة "بروسل تايمز" أن روسيا أعلنت رسميا 79,000 حالة وفاة جراء فيروس كورونا، ولكن معلومات جديدة تشير إلى أن ذلك غير صحيح، إذ أن الحصيلة قد تصل إلى 480 ألف.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه يوم الاثنين نشر معهد الإحصاء في روسيا بيانات أظهرت أن الوفيات الإضافية في 2020 بلغت 358 ألف وفاة مقارنة بمتوسط الوفيات في العاميين الماضيين، بحسب ما ذكرت "الحرة"، فيما لفتت الصحيفة إلى تصريح لنائبة رئيس الوزراء تاتيانا خوليكوفا تقول فيه إن 31 بالمئة من معدل الوفيات الإضافية في عام 2020 كانت بسبب كورونا. وذلك ما يجعل حصيلة وفيات كورونا أعلى من تلك التي قدمتها السلطات.
ووفقا للباحث دميتريج كوباك من جامعة توبنغن فإنه بافتراض أن أغلب الوفيات الزائدة سببها كورونا، فإن عدد الوفيات كان أعلى بـ 6.3 مرة في 2020 عن 57 ألف حالة التي تم الإبلاغ عنها بشكل رسمي العام الماضي، مضيفا أنه إذا ظل معدل الوفيات الزائدة عند نفس المستوى في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) من هذا العام فإن حصيلة وفيات كورونا في روسيا تصل إلى أكثر من 480 ألف وليس 79 ألف كما أعلن رسميا.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين وباقي المسؤولين في البلاد يتعاملون بحساسية شديدة مع أرقام الوفيات، حيث أشارت إلى أن السلطات سبق أن هاجمت صحيفة نوفايا غازيتا الروسية في أيار (مايو) الماضي بعدما نشرت الصحيفة أن معدل الوفيات الزائدة في موسكو العام الماضي كان أعلى بثلاث مرات من العدد الرسمي لوفيات كورونا، ووصفت وزارة الخارجية الروسية ما نشرته الصحيفة بإنه "تكهنات مناهضة لروسيا".
