في تعليق ساخر يعكس بعضا من واقع سياسي مترهل، محكوم برؤى وتصورات قاصرة عن فهم طبيعة وبنية لبنان، البلد القائم على التوافق والتسويات بعيدا من منطق القوة الموهومة، لم يجد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، إلا السخرية الموجعة ليعبر عن لحظة كأداء وسط الإنهيار القائم من الأخلاق إلى السياسة والاقتصاد وسائر مرافق وقطاعات الحياة.
المشكلة، أن ليس ثمة من هو قوي في لبنان، لا من يملك السلاح ولا من يملك أكثرية جاءت بقانون هجين ومسخ، كل اللبنانيين أقليات بغض النظر عن أعدادهم في طوائفهم ومذاهبهم، ومنطق القوة جر لبنان إلى حروب أهلية، وربما يفضي إلى حروب جديدة لا قدر الله، ومن يستشعر القوة ويوظفها في أجندته الخاصة، إنما ينحر نفسه أولا ولبنان ثانيا، وفي التاريخ القريب أكثر من نموذج ومثال.
بالعود إلى رئيس التقدمي وليد جنبلاط، فقد قال ما يشي بأكثر من السخرية، من الخوف الجاثم على صدور اللبنانيين، وجاء تغريدة مسائية عبر حسابه على موقع "تويتر": "يتأكد في كل لحظة ان كويكب الثلث المعطل المرسل من زحل يكره لبنان والانسان".