تُخضع الولايات المتحدة الأميركية رئيسها السابق دونالد ترامب للمحاكمة، رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو قد يحاكم بدوره بقضايا رشى وفساد، الرئيس الفرنسي الأسبق نيقولا ساركوزي مثُل أمام المحكمة بتهمة رشوة قاض، وزيرة الداخلية في البرتغال قدمت استقالتها طوعا عقب موجة حرائق اجتاحت البلاد قبل سنتين، وثمة أمثلة كثيرة تقود إلى استنتاج واحد وهو أننا في لبنان نعيش في "مزرعة" نطلق عليها اعتباطا اسم "دولة"!
عدالة إنتقائية، دسائس، مكائد، مجاهرة بالعفة، فيما الفاسدون محميون من زعماء الطوائف الروحيين والزمنيين، من يسرق يكافأ، ومن يرتشي يتقدم لأعلى المواقع، والصغار "كبش فداء" على مذبح المصالح والمواقع في أعلى هرم السلطة.
ما ذكرته صحيفة النهار اللبنانية في عددها الصادر اليوم الخميس 11 شباط (فبراير)، وإن أوردته في زاوية "أسرار" إلا أنه بات معلوما، لا بل صار جزءا من يوميات اللبنانيين المحكومين بالفساد، وتجهيل السارق والقاتل والمرتشي والمرتكب.
فقد أشارت الصحيفة إلى أنه "على رغم معاودة مسار التحقيق في جريمة انفجار المرفأ فإن الموقوفين اعتباطا، ومنهم ضباط حذروا من نيترات الامونيوم وموظفون اداريون وسائقون لا مسؤولية على عاتقهم، لا يزالون الى اليوم من دون محاكمة ما يثير الريبة في العدالة الانتقائية".
هذا غيض من فيض، فثمة جرائم أخرى أيضا قبل انفجار المرفأ وبعده، ما يبقي السؤال ماثلا أبدا، لبنان دولة أم مزرعة!
