يصادف اليوم الذكرى الأولى لرحيل طبيب العيون الصيني لي وينليانغ Li Wenliang عن عمر 34 عاما بسبب إصابته بـ COVID-19 من أحد مرضاه الذي كان يعمل في سوق للمأكولات البحرية في ووهان Wuhan، وذلك بعد أكثر من شهر من اتهامه بنشر شائعات حول تفشي فيروس في ووهان، وقد نعاه مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي في الصين مشيدين به وبكونه أول من حذر من هذا الفيروس الغامض، مع إرسال تعازيهم لعائلته بمناسبة السنة الصينية الجديدة.
التحذير والتوبيخ
وتزامنت الذكرى مع زيارة فريق التحقيق الموكل من منظمة الصحة العالمية إلى ووهان وإلى سوق Huanan للمأكولات البحرية بالجملة حيث عمل العديد من الأشخاص الأوائل الذين أصيبوا بالفيروس، بهدف إجراء بحث حول التفشي الأولي للفيروس.
اشتهر لي بعد إطلاقه إنذارا عبر وسائل التواصل الإجتماعي لتحذير أصدقائه من فيروس جديد شبيه بالسارس والذي تم اكتشافه بين المرضى في ووهان في كانون الأول (ديسمبر) 2019.
وقامت الشرطة الصينية في البداية بتوبيخه لنشره "شائعات"، مع توجيه إنذار له مع توقيع خطاب تحذير صادر عن مكتب شرطة ووهان يأمر لي بوقف "نشر الشائعات" حول السارس، وفي 19 آذار (مارس) 2020، ألغت شرطة ووهان أمر التوبيخ ضد لي، ومنحت السلطات الصينية الطبيب و 32 شخصًا آخر ميداليات في 4 أيار (مايو) لإحياء ذكرى تضحياتهم في مكافحة COVID-19.
وقد أدت وفاة لي إلى فيضان من الحزن والغضب تجاه الحكومة لسوء إدارتها للأزمة، وأزالت السلطات الصينية بعد ذلك التعليقات الانتقادية للحكومة والتي انتشرت عبر الإنترنت، وأطلقت حملة لإظهار أنها تصرفت بكفاءة وتمكنت من الحفاظ على معدلات الإصابة منخفضة، وقد وصل عدد وفيات جائحة الفيروس التاجي، حتى الآن، ما يقرب من 3 ملايين شخص في كافة أنحاء العالم.
الامتنان والتظلم
تلقت صفحة لي على شبكة التواصل الاجتماعي Weibo آلاف التعليقات يوم السبت مع أشخاص عبروا عن حزنهم بالإضافة إلى تقديم تحديثات حول حياتهم، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.
كتب أحد مستخدمي Weibo: "دكتور لي، الطقس رائع اليوم حيث أعيش ... كل من حولي يبذل قصارى جهده في الحياة، كل شيء جيد، عام قمري جديد سعيد".
وكتب معلق آخر "اعتقدت أن الجميع سينساك بعد عام"، مضيفا "كنت مخطئا، فأنت تعيش إلى الأبد في قلوب الشعب الصيني."
وقال لي بان، وهو مواطن من ووهان يمتلك متجرا على الإنترنت، لرويترز: "كان أول من أخبرنا عن الفيروس".
وقال: "لا بد أنه اعتبر أن التأثير سيكون هائلاً، لكنه لا يزال يدق ناقوس الخطر. كان ذلك شجاعًا حقًا".
الصين لم تكرم لي
لم تعترف الحكومة الصينية بمساهمة لي مؤخرا، فقد قدم الرئيس شي جين بينغ في أيلول (سبتمبر) الماضي، قائمة بأسماء "الأبطال" الذين لعبوا أدوارًا مهمة في "حرب الشعب" ضد فيروس كورونا، لكن لم يتم تضمين اسمه.
كانت الصين مترددة في البداية بالسماح لمنظمة الصحة العالمية بدخول المدينة، مما أدى إلى تأجيج نظريات المؤامرة حول أصل الفيروس، بالمقابل روجت بعض السلطات الصينية ووسائل الإعلام الحكومية أيضًا لنظرياتها الخاصة بأن COVID-19 نشأ في بلد آخر قبل دخول الصين.
بتصرف عن: دولتشه فيلهDW ، Global Times ووكالات