لا تهمنا تغريدات السياسيين في لبنان إلا من قبيل المتابعة المضجرة لتفاصيل المشهد السياسي، بقدر من تهمنا تغريدات أهل الفكر والعلم والثقافة، وتعنينا مواقفهم، كونها تمثل جرس إنذار مبكر، وفيها استشراف لمخاوف ومخاطر، فدور المثقف تاريخيا هو التنبيه والتحذير واستشراف المستقبل، بعيدا من براغماتية سياسية غالبا ما تفضي إلى تشظي الدول والمجتمعات، لا سيما تلك المحكومة بالفساد، ولبنان مثالا!
يهمنا في موقع "زوايا ميديا" ألا نكون أسرى سجالات جوفاء تنحو أحيانا صوب التعصب والرعونة، علما أن "ثقافة التشاتم" تجلب أعدادا أكثر من المتابعين، لكنها لا تبني بلدا ولا تقيم دولة ومؤسسات.
ما يستوقفنا ونعلق عليه آمالا كبيرة، تغريدات مثقفين لبنانيين يقولون كلمتهم على حد السيف، ومن بينهم الكتاب مروان نجار، وقد غرد اليوم عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "ليس الغباء كونك تؤلّه زعيمًا قد يستحيل إقناعك بفساده، بل غاية الغباء أن يكون لك زعيمٌ تؤلّهه، الإنسان المتمدّن يدرك أنّ قادته في خدمة وطنه وأهله، ويحاسبهم بقسوة وبوعي منصفين، أنت ربّ عملهم فأطفئ عن رؤوسهم تلك الهالة الخادعة".