لا يعرفون طرابلس إلا في الانتخابات النيابية، وهي في عرفهم مجرد أرقام على قوائم الناخبين، وإذا ثار أبناؤها في مواجهة الجوع والقهر والفاقة، فثمة من يتنطح ليقول هناك "مؤامرة"، وهناك من يحرك الشارع لأجندته الخاصة، وكأن لا جوع ولا عوز، وكأن من لا يملك ثمن رغيف سيظل منتظرا الموت ذلا ومهانة.
شهيد آخر قدمته طرابلس الأبية منذ ثورة 17 تشرين، هو الشاب عمر فاروق طيبة (30 عاما)، توفي في مستشفى النيني بطرابلس متاثرا باصابته خلال المواجهات ليلا بين المحتجين والقوى الامنية، وسيصلى على جثمانه عقب صلاة الظهر في مدافن باب التبانة.