info@zawayamedia.com
علوم

بلطجة إلكترونية!

بلطجة إلكترونية!

 


كان لا بد من التوضيح حول عمليات الحظر على وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة من فيسبوك، تويتر وغيره، التي تطاول حسابات عدد من الناشطين ومنها ما حصل مع الزميل "أنور عقل ضو" وأشخاص آخرين مؤخرا، خصوصا على موقع "فيسبوك"، وقد أرسلوا إلينا صور حظر لحساباتهم، ما يرقى إلى تسميته بـ "البلطجة الإلكترونية" أو ما يمكن ترجمته بـ Cyber Bullying تشبيها لما يحدث ميدانيا على الأرض.


May be an image of text that says


فكيف يحصل هذا الأمر؟


هذه العمليات تنتج عن تبليغات متعددة، يستلمها من جهة الفيسبوك مثلا ما يسمى بالـ AI أو Artificial Intelligence، أي أنه ليس هناك شخص عاقل بشري يحلل وينتقد ويقرر وقف حساب أو عدم وقفه، بل يعتمد على كم التبليغات وعددها، وقد أصبحت هذه العملية متبعة لدى بعض الفصائل الإلكترونية، اللبنانية تحديدا في هذه الحالات المرفقة، وما اصطلح على تسميته بـ "الذباب الإلكتروني"، وكون هذه العمليات ممنهجة ومدروسة، يتم حجب الحسابات والمحتوى لبعض الأشخاص، بطريقة تقنية حديثة، علما أن هذا الأمر ليس سائدا، فبعض المحتويات على صفحات التواصل الإجتماعي تستحق الحجب وغيرها من الأساليب المتبعة من "فيسبوك" وغيره، ولا يتم حجبها، كون ليس ثمة تبليغات كافية حولها، وللأسف فتكرار الهجوم على حسابات الناشطين قد يؤدي إلى إيقاف الحساب تماما.


والدليل على هذا الأمر، ما شهدناه مؤخرا من حجب حسابات عدد من الناشطين، ومن جهة أخرى، ما يدرج على موقع "تويتر" من وجود وسوم "هاشتاغ" لا تستحق أن تصبح غالبة Trending، يوجهها أشخاص موظفون بصورة ممنهجة لتصبح الأولى في لبنان، لصالح فئة معينة.


على كل الأحوال، ما يثبته هذا الأمر، أن ما يروّج له البعض من طوباوية لجهة السماح بالحرية في الرأي والديموقراطية وخلافه، يبقى مسموحا ما دام موجها لصالح فئة معينة، وهذه الأساليب لا تختلف عن البلطجة الممارسة والمرئية على الأرض، بل أصبحت نوعا من "البلطجة الإلكترونية" والتي تثبت جبن، وقلة حيلة، وعدم تقبل الرأي الآخر، فضلا عن عدم وجود ثقافة تقبل النقد والرد بالمثل وبصورة موضوعية وعلمية.


يبقى ما ذكر في هذا المقال، قابلا للنقد من قبل مختصين في عمليات "الأمن السيبراني" لإبداء الرأي حول المحتوى والتدقيق والنقد العلمي، بصورة يمكن أن توصل للقارئ الفكرة الأوضح والأشمل والأوسع في هذا المجال، فضلا عن العمل على وسائل "إلكترونية" للحد من البلطجة وكم الأفواه والحريات!


 


 


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: