info@zawayamedia.com
لبنان

عون وجنبلاط والكيمياء الغائبة... لمصلحة من نبش القبور؟

عون وجنبلاط والكيمياء الغائبة... لمصلحة من نبش القبور؟


كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية معلومات أشارت فيها إلى أن "العلاقة بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الجمهورية ميشال عون اتّسمت بالمواجهة الدائمة وغياب الكيمياء بين الطرفين، منذ كان الأخير قائداً للجيش، ومن ثم عودته إلى لبنان عام 2005 حين وصف جنبلاط تلك العودة بـ "التسونامي"، وصولاً إلى قوله صراحةً قبل يومين: "لا أحبهم ولا يحبونني"، في إشارة إلى العهد والتيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب جبران باسيل، وهو ما استدعى تجدد السجال بين نواب الحزبين".


وهنا، تجدر الإشارة إلى أنه كلما وصل التيار الوطني الحر إلى مأزق، يطل نوابه ومسؤولوه لنبش القبور، وكأن ليس ثمة مصالحة تحققت، ولا عودة تكرست، وهذه مسألة على جانب كثير من الخطورة، خصوصا عندما يجري استغلال الماضي وتوظيفه في الحاصر، علما أن كل اللبنانيين ومن كل الطوائف شاركوا في الحرب، وارتكبوا المجازر وماسوا الموبقات، فلماذا نبش القبور؟ ولمصلحة من؟


وبالعودة إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، فقالت: "هذه العلاقة قد تتشابه مع علاقات أخرى بين عهد عون وأحزاب لبنانية لكنها تتميز أو تختلف دائماً في طريقة المواجهة التي اختارها جنبلاط والتي وصلت أخيراً إلى المطالبة بإسقاط عون قبل أن يتراجع ليس لأسباب سياسية أو مبدئية إنما واقعية تنطلق من النظام اللبناني الطائفي ومن الغطاء الذي يوفّره حزب الله لرئيس الجمهورية".


بالعودة إلى المراحل السابقة، كانت معارضة جنبلاط واضحة عند ترؤس قائد الجيش عام 1988 العماد ميشال عون الحكومة العسكرية، بحيث عدّ ذلك بمثابة إعلان حرب، وإذا كانت في بعض الأحيان تتقارب مواقف الطرفين خلال وجود عون في فرنسا فكان جنبلاط أوّل من أطلق إشارة تحذيرية ضدّ عودته إلى بيروت عام 2005، واصفاً إياها بـ "التسونامي"، لتعود بعدها وتهدأ الجبهات حيناً وتشتعل أحياناً كثيرة، تخللتها محاولات للمصالحة وعقد بعض اللقاءات بين جنبلاط وعون لكنّ مفاعيلها لا تدوم طويلاً.


وتعدّ اللقاءات التي عُقدت بين الرجلين محدودة جداً ومرتبطة ًدائما بأحداث أو مناسبات معينة وأهمها مصالحة الجبل والحفاظ على التهدئة في مناطقه بين الدروز والمسيحيين، كزيارة عون إلى الشوف عام 2010 ومشاركته في القداس في دير القمر عام 2017 في الذكرى الـ16 لمصالحة الجبل ومن ثم زيارة جنبلاط لعون في مقره الصيفي في بيت الدين، تلتها تلبية رئيس الجمهورية الدعوة بزيارة الزعيم الدرزي في مقره في المختارة، وهو اللقاء الذي أتى بعد ما عرف حينها بحادثة قبرشمون وسقط خلالها قتلى وجرحى، وآخرها توجه جنبلاط إلى القصر الرئاسي في أيار (مايو) الماضي في زيارة لـ "تنظيم الخلاف".


وفي كل مرة كان يلتقي فيها الرجلان كانا يتحدثان عن مصالحة ومصارحة وتهدئة، لتعود وتتجدد المواجهات ونبش قبور الحرب الأهلية عند كل مفترق طريق سياسي، ما يؤكد مرة جديدة غياب الكيمياء بينهما وعدم إمكانية الانتقال فعلياً إلى "المصالحة" الحقيقية.


 


"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: