هي رموز متنقلة لوضع يمتد على مساحة وطننا لبنان، ملف الصرف الصحي، الذي يلوث معظم مسطحاتنا المائية وعلى سبيل المثال، "بركة النجمة" على الطريق العام لبلدة راشيا، والتي تحوي نبعا ومياه نظيفة، والتي لا تبعد أقل من 100 مترا عن الحديقة العامة، وكان الأهالي يقصدونها عدا عن كونها موقعا جماليا وتراثيا، كانت تستخدم لتعبئة صهاريج المياه لمد البشر والمزروعات بالمياه النظيفة، وكذلك فهي موصولة على "بير الضيعة" الذي يحتوي نبعا ومياها نظيفة، وعندما تفيض البركة، تتسرب المياه منها إلى البئرـ ولكن الآن وبعد أن تم تمديد أنابيب الصرف الصحي اليها، ومن عدد من البيوت المحيطة، أصبحت وبالا على محيطها وتمثل خطرا على بير الضيعة الذي يزود البلدة بالمياه النظيفة، وعلى بلدة راشيا وسكانها.
ووفقا للمعلومات التي وصلتنا، فإن هذه البركة يعود بناءها إلى الفرنسيين أي أكثر من 150 عاما، وقد عملت البلديات السابقة على تأهيلها وتجميلها، لتصبح مرفقا جماليا وسياحيا للبلدة، وأصبحت الآن بؤرة تلوث وقاذورات ونفايات ورائحة كريهة غير مقبولة بتاتا، وكذلك منزلا للحشرات والقوارض، وتشكل خطرا على الصحة والسلامة العامة.
هذا المقال، منبعه حرصنا على البشر والبيئة والمعالم الأثرية والجمالية في بلادنا، وليس بهدف تشويه أداء السلطات المحلية أو توجيه الإتهام لها، ولكن بهدف تسليط الضوء على كل ما يمكن إصلاحه وبالقليل من التكاليف، بدلا من عض الأصابع ندما في المستقبل.
ونناشد النابع من دورنا كإعلاميين وكناشطين في المجال البيئي وباسم مواطني راشيا، المعنيين من الوزارات (البيئة، الزراعة، السياحة والثقافة وغيرها) والسلطة المحلية الممثلة ببلدية راشيا بضرورة متابعة هذا ملف الصرف الصحي الشائك، لما فيه من الضرر الكبير على البلدة (والبلدات على امتداد الوطن) والخير الأكبر إن تمت معالجته بأسرع وقت


