أعربت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في رسالة وجهتها من عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية عن قلقها العميق إزاء تزايد ضعف النساء والفتيات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، فقد أدى تصعيد العنف المتجدد إلى أزمة إنسانية مدمرة، تؤثر بشكل غير متناسب على النساء والفتيات، ومع تطور الاشتباكات في بلد عانى من عدم الاستقرار لفترة طويلة، تتحمل النساء والفتيات وطأة العواقب المباشرة وغير المباشرة، مع تعرض حقوقهن وسلامتهن وكرامتهن للتهديد بشكل متزايد.
وتواجه النساء والفتيات في جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليًا مستويات متزايدة من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مع تزايد التقارير عن الاغتصاب والاستغلال بشكل روتيني بشكل مأساوي.
وفي اجتماع عقدته هيئة الأمم المتحدة للمرأة مؤخرًا، أعربت المنظمات النسائية عن مخاوف عاجلة بشأن النزوح القسري والعنف الجنسي على نطاق واسع والفجوات الكبيرة في الحماية والخدمات الاجتماعية الأساسية، إن هذا السياق من النزوح المتزايد وندرة الموارد، بالإضافة إلى عدم المساواة بين الجنسين القائمة مسبقًا، يؤدي إلى تفاقم ضعف النساء والفتيات.
وكتبت الهيئة في بيانها: "نحن كهيئة الأمم المتحدة نرحب بالمبادرات السياسية والسلام الإقليمية الجارية ونحث جميع أصحاب المصلحة على تكثيف الحوار والتعاون، مما يمهد الطريق لحل مستدام للصراع. يجب أن تركز جهودنا الجماعية على ضمان أن تكون أصوات واحتياجات النساء محورية في عملية الاستجابة والتعافي".
ودعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى اتخاذ إجراءات فورية من جانب الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية في جمهورية الكونغو الديمقراطية والمجتمع الدولي من أجل:
- إنهاء العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وإفلات الجناة من العقاب: تعزيز آليات الوقاية والحماية والاستجابة، وضمان المساءلة للجناة والدعم الشامل - الطبي والقانوني والنفسي الاجتماعي - للناجيات.
- زيادة المساعدات الإنسانية من خلال نهج يراعي النوع الاجتماعي: ضمان مشاركة النساء على قدم المساواة في الدورة الكاملة لبرمجة المساعدات وتوزيعها، وضمان تلبية احتياجاتهن الصحية والحماية والاجتماعية المحددة.
- دعم حقوق المرأة المحلية والمنظمات التي تقودها النساء: تسليط الضوء على دورها الحاسم في الاستجابة للأزمات، يجب إعطاء الأولوية للشراكات مع الاستثمارات في هذه المجموعات.
- ضمان مشاركة المرأة في عمليات السلام: الدعوة إلى مشاركة المرأة الكاملة في مفاوضات السلام وصنع القرار لتعزيز السلام المستدام في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
- الاستثمار في المساواة بين الجنسين على المدى الطويل: التركيز على إعادة بناء قدرة المرأة على الصمود من خلال التعليم، والتمكين الاقتصادي، وفرص القيادة، ومعالجة التفاوتات البنيوية. وتظل هيئة الأمم المتحدة للمرأة ملتزمة بدعم شعب جمهورية الكونغو الديمقراطية والدعوة إلى مستقبل حيث يمكن للنساء والفتيات العيش خاليات من العنف والقمع والمساهمة بشكل كامل في إعادة بناء دولتهن وإحلال السلام فيها.