تستمر بلدة برجا الشوفية بلملمة جراحها بعد الغارة الإسرائيلية بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، والتي استهدفت مبنى فيها يقطن فيه حوالي 40 شخصا، هذا وتم توزيع عدد من الصور والأسماء لعائلات استشهدت في الغارة على برجا، من ابناء بلدة طير دبا وبافليه وباتوليه وبرج رحال في قضاء صور
وكان عناصر الهلال الوطني اللبناني أول المستجيبين للغارة الإسرائيلية على مبنى في بلدة برجا الشوفية والذي أدى في حصيلته النهائية وفقا لمصدر من البلدة إلى استشهاد 30 شخصا وجرح 15 جريحا، حيث انضم بعدها الدفاع المدني والصليب الأحمر، للمساعدة في انتشال الضحايا والجرحى، وقد أفاد المصدر في حديث خاص لموقع "زوايا ميديا" أن المستهدف مسؤول مالي في حزب الله، وأشار إلى أن هناك خوفا بين الأهالي من تكرار هذه الإستهدافات، وخصوصا وأنها تطاول السكان في المنازل حيث لا يمكن مراقبة هؤلاء بينما الأمن ممسوك في المدارس ومراكز الإيواء الرسمية، داعيا الدولة والبلديات إلى القيام بواجباتها لتأمين الأمن.
وقال مدير العمليات المركزي في الهلال الوطني اللبناني مروان الطبش: "المبنى انهار وهو عبارة عن 4 طوابق وكل طابق شقتين مفتوحتان على بعضهما البعض حيث كان كل طابق يحتوي بين 8 و10 أشخاص، وحتى الطريق امتلأت بالردم، وكانت عملية شاقة لانتشال الضحايا وخصوصا وأن أساسات المبنى تأثرت، وطالب بدعم العواميد حتى لا تنهار البناية بالكامل".
وأكد الطبش أنه على الرغم من الإمكانيات البسيطة للهلال الوطني اللبناني، إلا أن عديده الذي يبلغ 25 شخصا في بلدة برجا، بالإضافة لبعض الأفراد من فرع بيروت كانوا أول من توجه الى المبنى المنهار وقاموا بإنقاذ عدد من الجرحى ومنهم طفل اسمه نوح".
وأشار الطبش إلى نقص في العتاد والمستلزمات الطبية التي تصل إلى الهلال الوطني اللبناني والتي تقتصر على الخيرين وداعمين لهذه المؤسسة الوطنية، بينما تعلق المساعدات في البيروقراطية الحكومية ولا يصل منها شيئا، رغم توفرها وبكميات كبيرة في المطار ومن هبات دولية من بلدان مختلفة.
وقال: "تابع الدفاع المدني والصليب الأحمر عمليات الإنقاذ والنقل في اقليم الخروب، التي هبت جميعها مباشرة العمل بأعمال الانقاذ والاغاثة ونقل المصابين الى المستشفيات، بالتعاون مع القوى الأمنية وشرطة بلدية برجا وحشد كبير من شبان برجا، وسط ذهول ورعب وغضب عارم لهول وحجم الجريمة والمجزرة بحق المدنيين من أبناء برجا "، مشيرا إلى أن لدى "جمعية الهلال الوطني اللبناني آلية وحيدة ولكنها مجهزة بشكل كامل كعناية مشددة"، مطالبا الدعم لزيادة أعداد مركباتها وتزويد الجمعية بالعتاد والعدة والتدريب المستمر إسوة بغيرها من الجهات الإغاثية، ليتمكن الأفراد المتطوعين الذين يزيد عددهم عن 200 فرد من القيام بواجبهم الوطني، وخصوصا وأن هؤلاء يقومون بعملهم التطوعي على نفقتهم الخاصة.
ولفت الطبش إلى قيام الجمعية بتوصيل المساعدات العينية المختلفة التي تصلها للنازحين، فضلا عن مهام إنقاذية متعددة، ومنها نقل مرضى غسيل الكلى إلى المستشفيات وغيرها من المهام المتعددة، على أمل توسيع نشاطاتها في المجال الصحي لتشمل خدمات متعددة.
وقد تم نقل جثامين الشهداء والجرحى الى مستشفيي سبلين الحكومي والمركزي في بلدة مزبود وبعض مستشفيات صيدا وبيروت، فيما إنهارت الواجهة الأمامية للمبنى المستهدف بشكل كامل، وما اعاق عمليات الإغاثة والإنقاذ الظلام الدامس بفعل غياب التيار الكهربائي، و"الإشتراك الخاص"، الذي تضررت شبكته وخطوطه بالكامل نتيجة الغارة الإسرائيلية .
وإثر المجزرة أصدرت لجنة خلية الأزمة في برجا بيانا جاء فيه "في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم والاعتداءات المتكررة على بلدنا، إستقبلت بلدتنا الحبيبة برجا، ما يقارب 30 ألف ضيف من أهلنا الوافدين من الجنوب وضاحية بيروت والبقاع ومختلف المناطق. ورغم كل هذه التحديات، نعتز بالألفة والمحبة التي تسود بين القاطنين في البلدة،سواء كانوا من المقيمين أو من ضيوفنا الوافدين الأعزاء".
وتابع البيان، "تعرضت البلدة لغارتين إسرائيليتين استهدفت الأولى شقة في برجا، وإرتقى حينها عدد من الشهداء والجرحى وكذلك بتاريخ 5-11-2024 تعرضت البلدة لغارة ثانية من قبل العدو الاسرائيلي واسفرت الى ارتقاء 30 شهيداً وجريحين".
وأضاف البيان، "حرصاً على سلامة جميع أهالي برجا وضيوفها، نؤكد على كل من يكون مستهدفاً أو معرَّضاً للخطر أن يبتعد عن البلدة، حفاظاً على أمنها وسلامة أهلها وضيوفها ونناشد الجهات المسؤولة، بالإيعاز إليهم بعدم التواجد أو التوجه إلى البلدة، حفاظا وضماناً لسلامة أهلنا الوافدين الذين لجأوا إليها طلباً للأمان".
كما توجهت الخلية الى اصحاب الشقق السكنية بضرورة "التأكد من المعلومات الشخصية لسكان المباني بالاضافة الى الابلاغ فورا في حال الشك بأي تحركات قد تضر بأهلنا وضيوفنا، وذلك عبر التواصل المباشر مع رئيس خلية الازمة، رئيس البلدية".
وتطرح قضية الهلال الوطني اللبناني السؤال حول الإحتكار في هذا القطاع، وعدم الإفساح أمام المنظمات المحلية التي تعاني من نضوب التمويل والدعم، ليكون هناك مجال للتنافس النوعي في خدمة المواطنين.
للتواصل مع جمعية الهلال الوطني اللبناني للإغاثة والمساعدات على الرقم 71 779 727.