info@zawayamedia.com
لبنان

رسالة وطنية من ريكاردو كرم!في عام ١٩٩٤، عندما تمّ توقيف الدكتور سمير جعجع في بيروت، وقفت إلى جانب زوجته وكل المناصرين والرفاق. في تلك الأوقات، كانوا معزولين ومستهدفين وكان نشاط الحزب محظوراً. قدّمت دعمي بكل ما أستطيع، وساعدت الكثيرين من الأصدقاء. في المرحلة نفسها، كان الناشطون في التيار الوطني الحرّ يتعرّضون للملاحقة والسجن من القوى ذاتها، وكنت إلى جانبهم عند كل أزمة. عندما تمّ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أدمى الحزن قلوبنا. ولقد بقيت قريباً جداً من أفراد عائلته وأصدقائه، أكرّم ذكراه وإسهاماته. ومن خلال أعمالي، بما في ذلك البرامج والأفلام الوثائقية التي تناولت إرثه، سعيت إلى عكس التأثير الذي تركه، ليس فقط على الطائفة السنية، بل على لبنان بأسره. واليوم، أقف إلى جانب إخوتنا الشيعة، ليس فقط كأخوة أو كشركاء في الوطن، بل كبشر يتألمون، يئنّون ويعانون. لم أحكم يوماً على أحد بناءً على انتمائه السياسي أو التزامه الفكري أو العقائدي، وطبعاً ليس على انتمائه الطائفي أو المذهبي . لقد اخترت دائماً أن أكون بجانب أخي الإنسان، في الفرح كما في الحزن، في الألم قبل الابتهاج، وفي لحظات الضعف قبل القوة. ومع ذلك، اليوم، كلما عبّرت عن رأيي، ينهض البعض ضدّي، محاولين جرّي إلى فئة الانقسامي. يريدون مني أن أتجاهل وأحتفل بينما تُدمّر قرى بأكملها ويتمّ قتل أبناء وطني، وهم يعانون ويحزنون. لكن هذا ليس أنا، ولن أكون يوماً كذلك. لم أكن ولن أكون هذا الشخص الذي يكره وبحقد ويبتهج لألم وخسارة الآخر. رسالتي هي رسالة محبة، تعاطف، وتسامح وسلم. وأنا لست وحدي؛ هناك الكثير ممن يشاركونني هذه القيم، رغم أنّ أصواتهم قد لا تصل إلى الجميع. ربّما صوتي يصل، وقد استخدمته دائماً بثبات، دون أن أنحني لموجات ظرفية أو اتجاهات مؤقتة. أؤمن أنّه لإنقاذ هذا الوطن، يجب أن نجتمع للحوار، عبر الأفكار والمعرفة والفهم، لا عبر الانقسام، التخلّف، أو الظلام والجهل. رسالتي هي بناء جسور، مدّ اليد، وقبول الآخر. أحلم بشعب موحد في أرض واحدة، أرض تزدهر بتنوّعها وتتجذّر في إنسانيتنا المشتركة. لقد شهدت هذه الأرض الكثير من التضحيات؛ لكنّها، وفي كلّ مرة، تعود وتجمعنا مهما اختلفنا. اليوم، هذه الأرض تحترق وتحتضر. لذلك، علينا أن نتبنى مبادئ شاملة ونرفض الانغلاق على أنفسنا. فقط عندها يمكننا تحقيق الوحدة الحقيقية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

رسالة وطنية من ريكاردو كرم!في عام ١٩٩٤، عندما تمّ توقيف الدكتور سمير جعجع في بيروت، وقفت إلى جانب زوجته وكل المناصرين والرفاق. في تلك الأوقات، كانوا معزولين ومستهدفين وكان نشاط الحزب محظوراً.  قدّمت دعمي بكل ما أستطيع، وساعدت الكثيرين من الأصدقاء.  في المرحلة نفسها، كان الناشطون في التيار الوطني الحرّ يتعرّضون للملاحقة والسجن من القوى ذاتها، وكنت إلى جانبهم عند كل أزمة.  عندما تمّ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أدمى الحزن قلوبنا. ولقد بقيت قريباً جداً من أفراد عائلته وأصدقائه، أكرّم ذكراه وإسهاماته. ومن خلال أعمالي، بما في ذلك البرامج والأفلام الوثائقية التي تناولت إرثه، سعيت إلى عكس التأثير الذي تركه، ليس فقط على الطائفة السنية، بل على لبنان بأسره.  واليوم، أقف إلى جانب إخوتنا الشيعة، ليس فقط كأخوة أو كشركاء في الوطن، بل كبشر يتألمون، يئنّون ويعانون.  لم أحكم يوماً على أحد بناءً على انتمائه السياسي أو التزامه الفكري أو العقائدي، وطبعاً ليس على انتمائه  الطائفي أو المذهبي . لقد اخترت دائماً أن أكون بجانب أخي الإنسان، في الفرح كما في الحزن، في الألم قبل الابتهاج، وفي لحظات الضعف قبل القوة. ومع ذلك، اليوم، كلما عبّرت عن رأيي، ينهض البعض ضدّي، محاولين جرّي إلى فئة الانقسامي. يريدون مني أن أتجاهل وأحتفل بينما تُدمّر قرى بأكملها ويتمّ قتل أبناء وطني، وهم يعانون ويحزنون.  لكن هذا ليس أنا، ولن أكون يوماً كذلك. لم أكن ولن أكون هذا الشخص الذي يكره وبحقد ويبتهج لألم وخسارة الآخر. رسالتي هي رسالة محبة، تعاطف، وتسامح وسلم. وأنا لست وحدي؛ هناك الكثير ممن يشاركونني هذه القيم، رغم أنّ أصواتهم قد لا تصل إلى الجميع. ربّما صوتي يصل، وقد استخدمته دائماً بثبات، دون أن أنحني لموجات ظرفية أو اتجاهات مؤقتة.  أؤمن أنّه لإنقاذ هذا الوطن، يجب أن نجتمع للحوار، عبر الأفكار والمعرفة والفهم، لا عبر الانقسام، التخلّف، أو الظلام والجهل. رسالتي هي بناء جسور، مدّ اليد، وقبول الآخر. أحلم بشعب موحد في أرض واحدة، أرض تزدهر بتنوّعها وتتجذّر في إنسانيتنا المشتركة.  لقد شهدت هذه الأرض الكثير من التضحيات؛ لكنّها، وفي كلّ مرة، تعود وتجمعنا مهما اختلفنا. اليوم، هذه الأرض تحترق وتحتضر. لذلك، علينا أن نتبنى مبادئ شاملة ونرفض الانغلاق على أنفسنا. فقط عندها يمكننا تحقيق الوحدة الحقيقية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

في زمن الحرب والغارات الإسرائيلية، والتوتر الذي تفرضه "أم كامل" أو طائرة MK أو الزنانة، من الرائع أن نقرأ رسالة ريكاردو كرم التي نشرها اليوم عبر حسابه الشخصي على موقع "X" أو "تويتر" سابقا، وإذ تصل كلماته إلى الصميم، هناك دعوة خلالها للهدوء ومراجعة النفس، والعودة إلى إنسانيتنا وعلاقاتنا بالآخر في هذا الوطن دون إيحاءات الساسة والمفتنين... لتنتهي الحرب الحقيقية بين أفراد الوطن، بالتكاتف والتآزر والمحبة، وأن نترفع ونرقى بأفكارنا وتصرفاتنا وما ننشره على مواقع التواصل الإجتماعي أو نساهم بنشره!



في عام ١٩٩٤، عندما تمّ توقيف الدكتور سمير جعجع في بيروت، وقفت إلى جانب زوجته وكل المناصرين والرفاق. في تلك الأوقات، كانوا معزولين ومستهدفين وكان نشاط الحزب محظوراً.  قدّمت دعمي بكل ما أستطيع، وساعدت الكثيرين من الأصدقاء.


في المرحلة نفسها، كان الناشطون في التيار الوطني الحرّ يتعرّضون للملاحقة والسجن من القوى ذاتها، وكنت إلى جانبهم عند كل أزمة.


عندما تمّ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أدمى الحزن قلوبنا. ولقد بقيت قريباً جداً من أفراد عائلته وأصدقائه، أكرّم ذكراه وإسهاماته. ومن خلال أعمالي، بما في ذلك البرامج والأفلام الوثائقية التي تناولت إرثه، سعيت إلى عكس التأثير الذي تركه، ليس فقط على الطائفة السنية، بل على لبنان بأسره.


واليوم، أقف إلى جانب إخوتنا الشيعة، ليس فقط كأخوة أو كشركاء في الوطن، بل كبشر يتألمون، يئنّون ويعانون.


لم أحكم يوماً على أحد بناءً على انتمائه السياسي أو التزامه الفكري أو العقائدي، وطبعاً ليس على انتمائه  الطائفي أو المذهبي . لقد اخترت دائماً أن أكون بجانب أخي الإنسان، في الفرح كما في الحزن، في الألم قبل الابتهاج، وفي لحظات الضعف قبل القوة.


ومع ذلك، اليوم، كلما عبّرت عن رأيي، ينهض البعض ضدّي، محاولين جرّي إلى فئة الانقسامي. يريدون مني أن أتجاهل وأحتفل بينما تُدمّر قرى بأكملها ويتمّ قتل أبناء وطني، وهم يعانون ويحزنون.


لكن هذا ليس أنا، ولن أكون يوماً كذلك. لم أكن ولن أكون هذا الشخص الذي يكره وبحقد ويبتهج لألم وخسارة الآخر.


رسالتي هي رسالة محبة، تعاطف، وتسامح وسلم. وأنا لست وحدي؛ هناك الكثير ممن يشاركونني هذه القيم، رغم أنّ أصواتهم قد لا تصل إلى الجميع. ربّما صوتي يصل، وقد استخدمته دائماً بثبات، دون أن أنحني لموجات ظرفية أو اتجاهات مؤقتة.


أؤمن أنّه لإنقاذ هذا الوطن، يجب أن نجتمع للحوار، عبر الأفكار والمعرفة والفهم، لا عبر الانقسام، التخلّف، أو الظلام والجهل. رسالتي هي بناء جسور، مدّ اليد، وقبول الآخر. أحلم بشعب موحد في أرض واحدة، أرض تزدهر بتنوّعها وتتجذّر في إنسانيتنا المشتركة.


لقد شهدت هذه الأرض الكثير من التضحيات؛ لكنّها، وفي كلّ مرة، تعود وتجمعنا مهما اختلفنا. اليوم، هذه الأرض تحترق وتحتضر. لذلك، علينا أن نتبنى مبادئ شاملة ونرفض الانغلاق على أنفسنا. فقط عندها يمكننا تحقيق الوحدة الحقيقية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


شكرا ريكاردو كرم على الرسالة الوطنية، وإذ نعيد نشرها، ندعو من خلالها للمواطنة الحقة، درءا للفتنة والإنقسام والتخلف والجهل وهي التي ستؤدي بنا إلى إطالة الأزمة والإنهيار أكثر وأكثر وعلى كافة المحاور وفي جميع المناحي.


 

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: