بدأ وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض جولة على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز الإيواء الجاري إعدادها في الشمال، وهي الثالثة له في غضون أسبوع بعد الجولتين السابقتين على قضاءي عاليه والشوف وذلك بهدف رفع جهوزية القطاع الصحي في حال توسع العدوان الإسرائيلي وتحضير الأرضية المناسبة لاستقبال أعداد كبيرة من النازحين.
ومن شأن هذه الجولات الإطلاع ميدانيًا وعن قرب على الإستعدادات الميدانية للمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، ومراكز الإيواء التي سيتم اعتمادها وحاجاتها لتوفير الدعم اللازم لها، حيث تنطلق الخطط التي يتم وضعها من تجربة النزوح خلال حرب تموز 2006 مع توقع حصول زيادة بنسبة عدد النازحين تقارب ثلاثين أو أربعين بالمئة ما يتطلب الإستعداد الكافي لهذا العدد، وتأمين فرق طبية نقالة لمواكبة مختلف الحاجات.
وشملت زياراته في زغرتا مركز الرعاية الصحية الاولية التابع لمنظمة مالطا – الخالدية، ومركز جيهان فرنجية للرعاية الصحية الاولية، ومركز الرئيس رينه معوض للرعاية الصحية الاولية بحضور النائب ميشال معوض.
وقد أكد الأبيض في اجتماع عقده مع خلية الأزمة في بلدة زغرتا في استهلالية جولته في الشمال أن من واجب الدولة اللبنانية، ولا سيما وزارة الصحة العامة، الإستعداد لتطور الأوضاع من خلال وضع خطط مرنة تكون قابلة للتعديل بحسب الحاجات، آملا عدم بلوغ الوضع المزيد من الخطر، إنما الإستعداد واجب في ظل ما يقوم به الكيان العدو من إفتعال للمشاكل بهدف توسيع الرقعة الجغرافية للإعتداءات.
وقال: "إن ما نمر به لحظة وطنية وتاريخية حرجة بامتياز فإذا تمكنا من التمتع بقدر كبير من المسؤولية والحس الوطني، ننجح في مساعدة مجتمعنا على اجتيازها، ومن المهم لذلك أن تكون أولويتنا تحقيق التكامل والتكافل والوحدة في مجتمعنا اللبناني"، ووجه التحية لأهل زغرتا وزعمائها إذ إنها "ليست المرة الأولى التي يكونون سباقين في اتخاذ المواقف الصحيحة".
وأوضح آلية التنسيق التي سيتم اعتمادها، لافتا إلى أنه "تم فرز فريق عمل في الوزارة للتنسيق مع خلايا الأزمة في مختلف المناطق، بحيث يتم التركيز على موضوع الصحة وما يتصل به من نظافة وغذاء سليم تحسبًا لإمكان انتشار أمراض أو أوبئة في أماكن التجمعات الكبيرة". وقال إن "هناك خطوتين اساسيتين من الواجب إعدادهما. أولا: تعبئة استمارات على صعيد الوطن تتضمن احتياجات النازحين الصحية والنفسية من أجل استخدامها في منصة موحدة موثقة وشفافة. ثانيًا: الإنطلاق من هذه المنصة لتأمين سلس للخدمات الطبية الواجب تقديمها للنازحين والتي ستكون مغطاة في مراكز الرعاية الأولية من قبل وزارة الصحة العامة".
وتوجه في هذا السياق للمجتمع الدولي داعيًا إياه "للإضطلاع بمسؤولياته حيال تقديم الخدمات الطبية للنازحين السوريين"، مشيرا إلى أن "الدعم المقدم غير كاف على الإطلاق ولبنان غير قادر على تحمل المزيد من الأعباء"، وكشف أن هناك "120 جريحًا حتى الآن من غير اللبنانيين وقد قامت وزارة الصحة العامة بواجباتها الإنسانية تجاههم، إنما على المجتمع الدولي أن يسد هذه الثغرة بأسرع وقت تفاديًا لتفاقم الوضع الإنساني الناشئ عن العدوان الإسرائيلي، مؤكدا أنه: "بمجرد حصول توسع في العدوان، سيتم إنشاء فريق موحد يمثل مختلف خلايا الأزمة في المناطق اللبنانية".
وختم الأبيض مشددًا على أن "الدولة اللبنانية عازمة على أن تقوم بقدر ما تستطيع من واجباتها حيال أهلها وذلك بالتعاون الإيجابي والمنسق والمنظم مع المجتمع الأهلي بحيث لا تحصل ثغرات في تقديم خدمات تشمل جميع من يحتاج إليها من دون أي استثناء".