اكتشف العلماء فحصا للدم تمت تسميته بـ "ساعة" العمرage ‘clock’ يعتمد على فحص نحو 200 بروتين موجود في الدم، ويمكنه التنبؤ بخطر إصابة الشخص بـ 18 مرضًا مزمنًا، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والسكري ومرض الزهايمر. Alzheimer’s disease
إن دقة الساعة تثير احتمال تطوير اختبار واحد يمكن أن يصف خطر إصابة الشخص بالعديد من الأمراض المزمنة، كما يقول العالم الرائد في المشروع أوستن أرجنتييري Austin Argentieri، وهو باحث في مجال صحة السكان في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، ويقول: "في نهاية المطاف، فإن الرغبة في العيش لفترة أطول سوف تنحصر في منع الأمراض المزمنة"، ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Medicine في 8 آب/أغسطس.
التقدم في السن
يعد العمر الزمني chronological age للشخص مفتاحًا لتحديد خطر إصابته بالعديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، لكن العمر الزمني ليس مؤشرًا مثاليًا للمرض، على سبيل المثال، يعاني بعض الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عامًا من الضعف ويعانون من أمراض القلب، في حين أن آخرين هم صورة للصحة.
وقد سعى أرجنتييري وزملاؤه إلى بناء "ساعة" تعكس بدقة حالة مرض الشخص، وللقيام بذلك، استخدموا بيانات من 45441 شخصًا، تم اختيارهم عشوائيًا، في بنك المملكة المتحدة الحيوي UK Biobank، وهو مستودع للعينات الطبية الحيوية، وكان حجم العينة أكبر بنحو 30 مرة من ذلك المستخدم في دراسة سابقة لساعة البروتين protein-clock study، مما يجعلها أكثر قوة من الناحية الإحصائية.
وقد وجد الفريق أن مستويات 204 بروتينات تتنبأ بدقة بالعمر الزمني، واللافت للنظر أنه عندما بنى المؤلفون ساعة ثانية باستخدام 20 بروتينًا فقط الأكثر دلالة، فقد تنبأت بالعمر بشكل جيد تقريبًا مثل ساعة 204 بروتين، وشملت البروتينات العشرون الإيلاستين والكولاجين، اللذين يشكلان بنية الدعم بين الخلايا، والبروتينات المشاركة في الاستجابة المناعية وتنظيم الهرمونات.
كما تنبأت الساعة بدقة بالعمر الزمني في مجموعتين أخريين من الأشخاص: ما يقرب من 4000 مساهم في بنك حيوي في الصين وما يقرب من 2000 مساهم في بنك حيوي في فنلندا، يقول الباحثون إن الساعات البروتينية السابقة نظرت إلى البيانات من مجموعات سكانية أكثر تجانسًا.
بشكل عام، كان العمر المقاس باستخدام ساعة البروتين مشابهًا للعمر الزمني، ولكن بالنسبة لبعض الأفراد، كانت هناك فجوة بين الاثنين - مما يعكس حقيقة أن مستويات البروتين تتغير مع تطور المرض، كان الأشخاص الذين كان عمر ساعة البروتين لديهم أعلى من عمرهم الزمني أكثر عرضة للإصابة بـ 18 مرضًا مزمنًا، بما في ذلك مرض السكري؛ والحالات التنكسية العصبية؛ والسرطان؛ وأمراض القلب والكبد والكلى والرئة، كما ارتبط شيخوخة ساعة البروتين بالضعف البدني وبطء وقت رد الفعل والوفاة المبكرة.
تتقدم بروتينات الأشخاص الآخرين في العمر بشكل أبطأ من المتوسط، سواء كان ذلك بسبب العوامل البيئية أو الجينات أو مزيج غير واضح من الاثنين، يقول أرجنتييري إن من بين 10 بالمئة من الأشخاص في الدراسة الذين كانوا "أبطأ من يتقدمون في العمر"، "أصيب أقل من 1 بالمئة منهم بالخرف أو الزهايمر".
هل نعيد عقارب الساعة إلى الوراء؟
وتقول عالمة الأوبئة الجزيئية سارة هاج من معهد كارولينسكا في ستوكهولم إن اثنتين من نقاط القوة في الدراسة تتمثلان في مجموعة البيانات الضخمة التي تحتوي عليها ونجاح تكرارها في مجموعات سكانية متنوعة، وتضيف: "إنها دراسة قوية للغاية".
ويريد أرجنتييري وزملاؤه إضافة المزيد من التنوع الجغرافي والوراثي إلى بيانات التدريب الخاصة بهم، ويقول أرجنتييري إن العامل المحدد هو الافتقار إلى بيانات البروتين في البنوك الحيوية ذات المجموعات السكانية المتنوعة، ويبحث المؤلفون أيضًا في استخدام ساعة البروتين الخاصة بهم لاختبار ما إذا كانت العلاجات الطبية الجديدة تمنع الأمراض المرتبطة بالعمر "دون الحاجة إلى الانتظار لعقد أو عقدين لمعرفة ما إذا كان شخص ما سيصاب بمرض مزمن"، كما تقول أرجنتييري.
وأخيرًا، يبحثون عن العوامل البيئية والسلوكية التي تؤثر على سرعة تقدم البروتينات في العمر في الجسم. يقول أرجنتييري: "حسنًا، يمكنك أن تخبرني عن مخاطر إصابتي في المستقبل بـ 18 مرضًا مختلفًا. ولكن هل يمكنني فعل أي شيء لتغيير هذا المسار؟".