info@zawayamedia.com
بيئة

رصاص حارق على وادي جهنم شمالا... وخسائر توازي مساحة 52 ملعب كرة قدم !

رصاص حارق على وادي جهنم شمالا... وخسائر توازي مساحة 52 ملعب كرة قدم !

أشار تقرير لجمعية "درب عكار" إلى أن رصاص حارق على سفوح وادي جهنم في عكار شمالا، أشغل فرق الاطفاء على مدى أيام، وأدى لخسائر توازي مساحة 52 ملعب كرة قدم!


وجاء في تقرير الجمعية: "بعد أيام على اندلاعه انطفأ اخيراً حريق وادي جهنم، هذا الحريق الذي ما هو الى حلقة في مسلسل الحرائق والتعديات التي تضرب الوادي منذ سنوات وتمعن في القضاء على غاباته والتنوع البيولوجي فيه وتدمر مناظره الطبيعية، فما لا تنجح المقالع بقضمه تفنيه الحرائق.


وبالعودة الى الحريق، فقد اندلع اعتباراً من مساء الاثنين بعد ان أطلق مسلحون رصاصاً حارقاً باتجاه سفح الجبل، وفي نقطة شديدة الوعورة ترتفع حوالي 200 متر عن الطريق الترابي أسفل الجبل، ومع صعوبة الوصول الى هذه النقطة توسع الحريق بشكل كبير باتجاه غابات بلدة مشمش، خصوصا نهاري الثلاثاء والاربعاء، الأمر الذي استلزم تدخل طوافات الجيش اللبناني للمساعدة على اخماد النيران، والتي عانت بشدة بعد أن غطت سحب الدخان الكثيفة الوادي وحجبت معها اي امكانية لاستهداف بؤر النار الساسية، ليستمر الحريق ويخمد بعد عدة أيام، بمجرد وصوله الى فواصل طبيعية من الجروف الصخرية أو الفواصل التي تشكلت بفعل اختفاء الغطاء النباتي بسبب حريقي 2021 و 2023.


التدخل في الحريق:


مع الساعات الاولى لاندلاع الحريق تم تفعيل غرفة العمليات في اتحاد بلديات جرد القيطع، بمتابعة من رئيس الاتحاد عبد الاله زكريا، وبالتنسيق مع المدير الاقليمي للدفاع المدني في حلبا خضر طالب، وبمشاركة فريق درب عكار لمكافحة حرائق الغابات وفريق المستجيب الأول في اتحاد بلديات جرد القيطع، وتم نصب البركة الخاصة بالطوافة من قبل الدفاع المدني الذي عمل على تغذيتها طيلة مدة الحريق بواسطة عدد من الآليات استقدمت لهذه الغاية من عدة مراكز عضوية.


May be an image of helicopter and text


وتعذر التدخل الارضي لفرق الاطفاء بسبب الانهيارات الصخرية الكثيفة الناتجة عن انزلاق الصخور التي كانت مثبتة بالغطاء النباتي أو بفعل تفتت الصخر الكلسي بفعل الحرارة، وبسبب الجروف الصخرية الهائلة والتضاريس الوعرة التي ترتفع من 700 حتى 1400 متر عن سطح البحر.


May be an image of 1 person and fire


وبعد دراسة المعلومات الواردة من المجلس الوطني للبحوث العلمية حول شدة الخطر الناري وسرعة انتشار الحريق، والتخوف من تمدد النيران لما فوق الشير باتجاه غابة القطر، تحرك فريق درب عكار وفريق المستجيب الاول مدعوماً بصهريج مياه من بلدية مشمش بعد التنسيق مع رئيس بلديتها محمد بري، وتم وضع خطة عمل ميدانية لحماية المنازل الواقعة اعلى الشير، ولحسن الحظ فإن اندفاع الاهالي من آل الدهيبي والدالي، وضع حداً لتمدد النيران وأوقفها في وسط الشير بعد أن غامروا بحياتهم وواجهوا النيران بأيديهم العارية وبعض المعدات اليدوية وخراطيم المياه الصغيرة.


May be an image of map and text


وتابع العميد الركن هارون سيور قائد اللواء الثاني في الجيش اللبناني الوضع اولاً بأول، بالتنسيق مع فرق الإطفاء وطوافات القوات الجوية التي أثبت طياروها انهم نخبة النخبة، بعد ان قدموا اداءاً مميزاً رغم كثافة الدخان والتضاريس الصعبة وما رافقها من شدة رياح كانت تعيق عملهم.


الحزام الحراري Thermal belt الذي تشكل بفعل تضاريس الوادي حبس اطناناً من الانبعاثات وخنق الوادي والمنطقة بأكملها بالغازات التي امتدت على مساحة عشرات الكيلومترات المربعة وحتى لما هو ابعد من البلدات المجاورة للحريق، ولو كان الغطاء النباتي اكثف لشهدنا سلوكاً انفجارياً للحريق ومعه كنّا لنعايش حريقاً كارثياً في تكرار لسيناريو حريق وادي عودين في العام 2021.


وبعد ثلاث ايام انطفأ الحريق اخيراً بعد ان قضى معه على 52 هكتاراً من غابات الصنوبر والسنديان ووصل حتى اشجار الدفران واللزاب المعمرة، وأطلق معه مئات الاطنان من الكربون المحتجز، ورغم طول مدة الحريق الاّ ان السيناريو السيء بامتداد الحريق الى غابة القطر تم تفاديه، ولكن لا أحد يضمن عدم تكرر هكذا حرائق دون وجود رادع وعقاب لكل من تسول له نفسه افتعالها او التسبب بها.


حتى الآن فإن ارقام هذا الموسم مقلقة للغاية، وقد نجونا فعلاً من عدة حرائق، وقد أسهم التعاون وتضافر الجهود في لجمها قبل توسعها وتمددها، والاّ فقد كنا لنواجه نفس خسائر العام 2021 وربما أشد منها.


لذلك فإننا نرجو من جميع الأصدقاء القادرين على دعم فريقنا والتبرع له، أن لا يتأخروا، فدعمهم يصنع فارقاً كبيراً مهما كان بسيطاً.


- عبر خدمة Whish على الرقم 71743303


- عبر منصة Gofundme على الرابط ادناه.


وبدورنا في "زوايا ميديا" نضم صوتنا إلى نداء جمعية "درب عكار" للمساهمة في حماية غاباتنا وثرواتنا الوطنية، والحد من الحرائق والإعتداءات على الطبيعة، ويبقى الأساس في الوقاية من هذه الحرائق، واتخاذ أشد الإجراءات القانونية والعقابية بحق مفتعلي الحرائق.


الصور من صفحة جمعية "درب عكار"


 


 

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: