info@zawayamedia.com
صحة

اختبار دم جديد يحدد فقدان الذاكرة لدى مرضى الزهايمر بدقة تصل إلى 90 بالمئة

اختبار دم جديد يحدد فقدان الذاكرة لدى مرضى الزهايمر بدقة تصل إلى 90 بالمئة

مع الوقت فإن أدمغة البشر مصيرها التدهور، وعملية تحديد ما إذا كان تدهور الذاكرة علامة على أكثر من مجرد الشيخوخة يتطلب تكنولوجيا ليست متاحة دائمًا، مما يترك المتخصصين يعتمدون فقط على خبرتهم وحكمهم لتحديد علامات الخرف.


ومع ذلك، أكد العلماء الآن أن اختبار الدم المتاح سريريًا بالفعل يمكن أن يكمل طرق التشخيص الحالية حيث لا تكون الفحوصات الباهظة الثمن وعينات السائل النخاعي خيارات، ويبدو أنه يوفر دقة عالية للغاية أيضًا.


قاد باحثون في جامعة لوند Lund University في السويد فريقًا من العلماء في تقييم ما إذا كانت مجموعة من نسب البروتين الموجودة في مصل الدم البشري يمكنها الكشف بدقة عن علم أمراض الزهايمر لدى المرضى.


وفي الإحصائيات، يعيش حوالي 55 مليون شخص حول العالم مع الخرف، ومعظمهم في شكل مرض الزهايمر، وفي حين أن العمليات للكشف عن هذا المرض تتضمن مزيجًا معقدًا من العوامل الوراثية والبيئية، فإن الشيء المشترك بين جميع الأفراد المصابين بمرض الزهايمر هو فقدان ثابت للخلايا العصبية الرئيسية المرتبطة بارتفاع ملحوظ في البروتينات غير الطبيعية.


هذان البروتينان - بيتا أميلويد beta-amyloid  وتاو tau - يتكتلان ويتشابكان بطرق تؤدي إما إلى إتلاف الخلايا بشكل مباشر أو إحداث درجة من الاعتداء من قبل عمليات مناعية أخرى.


وغالبًا ما يستخدم الأطباء العامون والمتخصصون عمليات التصوير المقطعي CT scans التي تكشف عن هذا التدهور في أنسجة المخ بالاشتراك مع الاختبارات المعرفية والأعراض المبلغ عنها ذاتيًا لقياس ما إذا كان المريض من المرجح أن يكون مصابًا بمرض الزهايمر.


ومع ذلك، حتى في أفضل السيناريوهات مع مجموعة كاملة من أدوات التشخيص تحت تصرفهم، غالبًا ما يفشل مقدمو الرعاية الأولية والثانوية في اتخاذ القرار الصحيح.


يقول سيباستيان بالمكفيست  Sebastian Palmqvist، طبيب الأعصاب بجامعة لوند: "كانت دقة أطباء الرعاية الأولية في تحديد مرض الزهايمر 61 بالمئة، بينما كان الأطباء المتخصصون على حق بنسبة 73 بالمئة من الوقت، وهذا يؤكد على الافتقار إلى أدوات تشخيصية جيدة وفعالة من حيث التكلفة، وخاصة في الرعاية الأولية، ويشير إلى التحسن المحتمل في التشخيص مع اعتماد هذا الاختبار الدموي في بيئات الرعاية الصحية."


وقد سلطت العديد من الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة الضوء على الدور المحتمل لقياسات بروتين البلازما في تشخيص مرض الزهايمر، وتحديدًا النسب المقارنة للأشكال "العادية" والشاذة من بيتا أميلويد وتاو، وبينما تم إجراء اختبارات مماثلة على السائل النخاعي، فإن اختبار الدم المتاح تجاريًا سيكون أقل تدخلاً وأقل إيلامًا وأسرع ليتم إجراءه في عيادة عادية.


وللتأكد من موثوقية اختبار الدم، قام بالمكفيست وفريقه بتجنيد 1213 مريضًا تم تقييمهم من قبل طبيب الأسرة أو أخصائي في السويد في وقت ما بين شباط/فبراير 2020 وكانون الثاني/يناير 2024.


تم تصنيف حوالي ثلثي المرضى على أنهم يعانون من تدهور إدراكي ذاتي أو ضعف إدراكي خفيف، في حين تلقى الثلث المتبقي بالفعل تشخيصًا بالخرف بناءً على مزيج من الاختبارات السريرية والإدراكية.


بالإضافة إلى اختبار الدم، تلقى معظم المرضى أيضًا ثقبًا قطنيًا للسائل النخاعي، أما القليلون الذين لم يتمكنوا من الخضوع لفحص radionuclide-tagged PET scan بدلاً من ذلك لتقييم التجمعات غير الطبيعية للبروتينات في الدماغ، وبمقارنة النتائج، كان أداء كلا الشكلين من التقييم جيدًا، حيث توقعوا الإصابة بمرض الزهايمر بدقة 90 بالمئة.


إن راحة اختبار الدم تعني أن المزيد من المرضى يمكنهم الحصول على تشخيص دقيق في وقت أقرب، مما يسمح لهم بتلقي الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها دون تأخير.


يقول الباحث الكبير أوسكار هانسون Oskar Hansson، وهو طبيب أعصاب في جامعة لوند: "الاختبار متاح بالفعل في الولايات المتحدة ومن المرجح أن يصبح متاحًا في العديد من البلدان الأخرى قريبًا، في البداية، سيتم استخدامه بشكل أساسي في عيادات الذاكرة المتخصصة، وقد يستغرق الأمر ما يقرب من عام إلى عامين لتطبيق المبادئ التوجيهية والتدريب في الرعاية الأولية".


وقد تم نشر هذا البحث في  JAMA.


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: