info@zawayamedia.com
صحة

دراسة جديدة تربط بين كائنات مثيرة للجدل في الأمعاء وانخفاض الدهون في الجسم!

دراسة جديدة تربط بين كائنات مثيرة للجدل في الأمعاء وانخفاض الدهون في الجسم!

أظهرت الأبحاث إلى أن مستويات مرتفعة من المتبرعمة الكيسية البشرية Blastocystis hominis في أمعاء بعض الأفراد ترافقت مع تحسين في صحة القلب والتمثيل الغذائي والعادات الغذائية الصحية.


وفي دراسة دولية، بقيادة باحثين من مستشفى ماساتشوستس العام   Massachusetts General Hospital (MGH)، شملت تحاليل طاولت حوالي 57 ألف شخص على مستوى العالم، ووجدت أن الأفراد الذين يحملون المتبرعمة الكيسية البشرية الكيسية المعوية، وهي عبارة كيان أحادي الخلية غالبًا ما يُعتبر إما طفيليًا أو كائنًا حميدًا في الجهاز الهضمي، أظهروا علامات تحسن في صحة القلب والأوعية الدموية وانخفاض الدهون في الجسم. ونشرت النتائج في مجلة الخلية Cell.


تأثيرات على الصحة


وفي هذا السياق، قال المؤلف الرئيسي المشارك لونغ إتش نغوين Long H. Nguyen، وهو طبيب محقق في وحدة علم الأوبئة السريرية والانتقالية وقسم أمراض الجهاز الهضمي في MGH، وأستاذ مساعد في الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد: "إن تأثيرات المتبرعمة الكيسية البشرية على الصحة والمرض مثيرة للجدل، ومن المحتمل أن تعتمد على السياق، لكن بحثنا يشير إلى أنها قد تلعب دورًا مفيدًا في كيفية تأثير النظام الغذائي على صحة الإنسان ومرضه، على أقل تقدير، قد يشير انتشارها في كل مكان إلى دور غير مُمْرِض".


وسعى نغوين، وهو أيضًا باحث في قسم الطب التحويلي في معهد تشين في مستشفىMGH، وزملاؤه إلى إثبات العلاقة بين المتبرعمة الكيسية البشرية الكيسية المعوية، والتغذية، والنتائج الصحية اللاحقة للقلب والأوعية الدموية، بما في ذلك زيادة الوزن/السمنة، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية. وللقيام بذلك، أجروا دراسة واسعة النطاق لدمج وتنسيق البيانات على ما يقرب من 57000 فرد من 32 دولة في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وآسيا وأفريقيا، مع التركيز على المتبرعمة الكيسية البشرية والتحقيق فيما إذا كان وجودها يغير آثار الأطعمة الغذائية المختلفة، وتأثيرها على صحة القلب والأوعية الدموية للأفراد.


وقال نغوين: "لقد وجدنا أن وجود الكيسية المعوية ووفرتها يختلفان حسب المنطقة ويتأثران بالنظام الغذائي".


التأثير الغذائي والحضور التاريخي


ارتبطت المتبرعمة الكيسية البشرية بتناول بعض المواد الغذائية والأنماط الغذائية الشاملة التي تفضل الأطعمة النباتية الصحية والأقل معالجة. بالإضافة إلى ذلك، نادرًا ما يتم العثور على المتبرعمة الكيسية البشرية لدى الأطفال حديثي الولادة، مما يشير إلى أنه من المحتمل أن يتم اكتسابها في وقت لاحق من الحياة، وقد تم العثور عليها حتى في البراز منذ عام 595 بعد الميلاد، مما يشير إلى أنها ليست علامة صارمة على تكوين ميكروبيوم أكثر حداثة.


والجدير بالذكر أن ارتفاع مستويات المتبرعمة الكيسية البشرية ارتبط بعلامات أفضل على المدى القصير لصحة القلب والأوعية الدموية، على سبيل المثال، لاحظ الفريق مستويات أفضل من نسبة السكر في الدم والدهون لدى الأفراد الذين لديهم مستويات أعلى من هذه المتبرعمة الكيسية البشرية، مما يشير إلى وجود تأثير إيجابي محتمل على صحة القلب والتمثيل الغذائي بما يتجاوز تأثير النظام الغذائي الصحي وحده. كما تم ربط المستويات المنخفضة من المتبرعمة الكيسية البشرية بنتائج طويلة المدى مثل السمنة.


أيضًا، فلدى البالغين الذين شاركوا في دراسة التدخل الغذائي الشخصية لمدة ستة أشهر، ارتبطت التحسينات في جودة النظام الغذائي بالزيادات اللاحقة في انتشار ووفرة المتبرعمة الكيسية البشرية .


قال نغوين: "بشكل عام، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى دور تعديلي محتمل مفيد للمتبرعمة، مما قد يساعد في تفسير الاستجابات الفردية للنظام الغذائي والاختلافات في صحة الجهاز الهضمي اعتمادًا على وجود المتبرعمة الكيسية البشرية  ومستواها، كما تشير نتائجنا أيضًا إلى أن المتبرعمة الكيسية البشرية  قد لا تكون طفيليًا له تأثيرات مضيفة ضارة، بل مكونًا مناسبًا لميكروبيوم الأمعاء البشرية."


وتبقى هناك حاجة لدراسات إضافية لتحديد ما إذا كانت زيادة مستويات المتبرعمة الكيسية البشرية  تمثل استراتيجية فعالة للوقاية من الأمراض، تمامًا كما يبحث عدد متزايد من الدراسات في آثار تعديل بكتيريا الأمعاء أو الميكروبيوم Microbiome لدرء مجموعة من الحالات الطبية.

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: